حين تسعفني القصيدة
لأن في ذاكرتي تجاويف جنون
غصت في حروفي والحروف أنا
وانا حروفي...
التحفت السماء النحاسية وطفقت انسج
من حبات مطر ....
رذاذا واهنا تتناوبه الهموم
وفي زاوية الخريف، انتحيت ركنا وبعثرت الكلام
وشكلت الوانا كالخزف في الصحون
اتخذت من القصيدة مسرب تيه
سلكه حسي في غابات السنين
وجعلت من القوافي لسان غربتي
وحامل لواءها الموعود
يسبر اغوارها ويجلي أبعادها في صهيل الليالي
حين يسهده النفور
حين سرى الشعر في أوصالي كالداء
أدركت أن المرأ يموت ألف مرة في اليوم
ويحييه نسغ القصيدة
ميقاته الشعر والكلمة والحرف المسافر
حين يصبح نشازا في مشهد عام
كحبات نور تتلألأ على صفحات الشوارع
تنشد الظلام كفوانيس بلدية يذوي نورها
تحت قصف الرعود حين تهان
مالمكان؟
براري منفلتة شاسعة ترتع فيها حرافيش
تحوم في الظلام ...
تنشر الوهن ، تمعن في الوعيد
تنثر الظلام والبهتان
في ذلك المدى الذي يغمره الغبار تطلعت عيناي إلى المكان
حامت الصور والاخيلة على سهوب الذهن والزمان
ابتلعت ريقي الجاف وتشربت الاسفنج
كل ما اقدر عليه من شعر وجلست في الزحام
أكرع من بئري واجلدني بسوط
منقوع في ماء ، مغموس في الأوهام
ص 58 من المجموعة الشعرية "عطر الاكليل يزاحم الليل "
عبدالكريم البوزازي تونس