recent
أخبار ساخنة

اربعة من نصوص من مجموعتي (رأس تقد به الرغبة).... الحسين بن الخليل.

اربعة نصوص من مجموعتي ( رأس تقد به الرغبة ) الصادرة 2019 

رِحْلَةٌ إِلَى أُنْثَى

السْمَاءُ مُلَبَدةٌ
بِحُزْنٍ يَنْبَثِقُ مِنْ ذَاتِيَّ المُبَعْثَرَة
مُذْ وَطَأَ قَلْبِي عالَمَ الوِحْدَةِ
وَ عَمَّ السَوَادُ أَرْضِي
عَلَى قَارِعَةِ طَرِيقِ العِشْقِ
حَيْثُ العُيْوُنُ يَعْتَصِرُهَا الوَجْدُ 
تُدَاوِلُنِي الأَحْضَانُ
بِلَا رَائِحَةٍ لِجُرْفِ النَهْرِ
أَبْحَثُ عَنْ عِشْقٍ يُعَّتَقُ مَعَ الوَقْتِ
سَئِمْتُ الصِرَاعَات مَعَ إِنَاثِ العُهْرِ
الصَحْرَاءُ المُمْتَدَةُ إِلَى ذَاتِيَّ
أعْوَامٌ يُعْرِيهَا التِيْهُ
فَهِيَ لَمْ تَعْرِفْكِ 
لَمْ تَرَكِ
أَو تَتَحَدَّثْ إِلَيْكِ بَعْدُ
لَمْ يَبْتَسِمِ الوَقْتُ بَعْدُ لِمُمَارَسَةِ اللِقَاء
أَيَّتُهَا النَسِيْمُ الهَادِرُ عَلَى شَوَاطِئي
الفَرَحُ المُخْتَلَسُ مِنْ دَفَاتِرِي
المَوَاعِيْدُ المُسْتَرَقَةُ مِنْ مُفَكِّرَتِي
أَيَّتُهَا الرَبِيْعُ المُخْضَوضِرُ ثَغْرُهُ
المُتَفَتِّحَةُ مَعَ أَزْهَارِهِ الشِفَاه
أَيَّتُهَا الكَنَائِسُ ... المَسَاجِدُ
مَسَارِحُ الفِنُونِ الكلَاسِيكِيَّة
مَضْجَعِيَ الذِي تَصْبُو إِلَيْهِ السَكِينَة
تَعَالِي
فَخَيَالِيَ إِصْطَنَعَكِ طَيْفًا يُدَاعِبُ خَصَائِلَ الوُجُوه
وَ بَدَأ يَعْجَزُ عَنْ تَفْسِيْرِكِ لِلْثَائِرِيْنَ
لِقُصَاصِي الأَسَاطِيْرِ
تَعَالِي
مَلِيكَةً أَوجَدَهَا القَدَرُ تَحْتَضِرُ
مَرْمِيَةً بَيْنَ حَنَايَا الجُوعِ المَشْؤُوم
هَلُمَّي
فَحَرْحَارَةُ رَغْبَتِي تَنْتَظِرُ
أُرْقُدِي بَيْنَ ذِرَاعَيَّ
لَمْلِمِي المُتَبَقِّي مِنْ تَارِيخِي
المُزْنَى بِهِ عَلَى أَرْصِفَةِ العِشْق
حَتَّى المَوتِ  أَو لِانْتِهَاءِ العُمْر
لِنَغْتَنِمِ العِنَاق

****

طَيْفٌ مَسْرُوْقٌ 

أَقْصَى اللَيلِ 
تَجِيْئِينَ بِكَامِلِ حُلَّتِكِ 
تُوْقِظِي عَيْنِي
تَضَعِي فُؤَادًا مَعْطُوبًا 
وَتُغَادِري عَلَى عُكَازٍ أَبْيَضٍ
تَفْتَحُ عَيْنَايَ نَوَافِذَهَا 
لِلَهْفَةِ؛ أَنْفَاسٌ تَقْتَلِعُ سُكُونَ الخَيْبَةِ 
لِلْطَيْفِ؛ ظِلٌّ يَحُومُ حَوْلَ وَجْهِكِ 
مَتَى تَفِيْقُ الشَمْسُ ؟
صَبْرِيَ الثَمِلُ
يَقِفُ عَلَى غُصْنٍ آيلٍ لِلْكَسْرِ
وَ رُوحِيَ تَتَدَلَّى مِنْ عَنَاقِيدِ شَجَرَةِ الكُرُومِ
عَلَى الرُغْمِ مِنْ أَنَّهَا بِلَا جِذْعٍ
نَقَشْتُ عَلَى الهَوَاءِ المُحِيطِ بِهَا 
إِسْمًا بِلَا لَونٍ 
حَتَى يَبْقَى سِرًا
رَسَمْتُ وَجْهًا بِلَا مَلَامِحٍ
فَكُلُّ مَا يُلْمَسُ يُسْرَقُ
وَالخَيبَةُ أَنَّكِ مَسْرُوقَةٌ مِنِّي مُنْذُ الوِلَادَةِ

____________

حُمْرَةُ الكَلِمَاتِ الأَخِيْرَة

الوَقْتُ المُنْصَرِم 
مَحْشُوٌ كَرْشُهُ بِالِضَجِيْج 
تَتَلَونُ مَجَادِيْفُ الَليْلِ حَتَى الصَبَاح 
بَيْضَاءٌ تَنْزَلِقُ مِنْ الشِفَاه 
لَوْحَةُ سَلَامٍ تُطَرَّزُ عَلَى أَكْتَافِ الأَدِيم 
أَو سَوْدَاءَ تَقْذِفُهَا الأَفْوَاه
تُلَامِسُ وَجَهَ الشَّرِ عَنْ قُرْبٍ 
عَلَى حِيْنِ غَرَّةٍ مِنْ الأَلْوَانِ
تَنْعَقُ الغَرَابِيْبُ فِي أَسْمَاعِ السَكِيْنَةِ
المُدُنُ تَنُوءُ إِلى الخَوْف 
بَيْنَمَا يُقَلِبُ التَائِهُ صَفَحَاتِ الأَعْوَام
يَشْتَدُ عَصْفُ الذِكْرَيَات
الرَأْسُ حَابِلٌ بِوُجُوهِ الصَبَايَا 
الرَغْبَةُ تَنْطَفِئُ فَجْأَةً 
أَغَانِي العِشْقِ المُرَدَّدَةُ فِي الخَلَوَات 
تُمَزِقُ نَشْوَتَهَا 
إِنْحِنَاءةُ الظِل وَهُوَ يَتَوَارَى عَنْ القَنْص
فِي سَرَادِقِ الرَجْفَةِ مِنْ حُلُمٍ يَتَلَاشَى
تَنْتَحِبُ الرَقْصَةُ المُفْتَرَضَةُ عَلَى مَسْرِحِ الزَوْجِيْة 
الرَصَاصَةُ تَضْطَجِعُ فِي الرَأْس 
يُهَلُّلُ الأَصْدِقَاءُ حَوْلَ الضَحِية 
فَلْتَحْيَا الشَهَادَة 
وَهُوَ بِصَوْتٍ خَافِت 
لَمْ تَسْمَعْهُ الأَرْضُ جَيْدًا 
يُرَدِّدُ اسْمَ حُبْهِ بِلَوْنِ الدَمِ

___________

عِنْدَمَا يَتَعَرَّى البَيْض

أَيُّهَا الرَئِيْس
لِمَنْ تَشْكُو الذُكُورَة 
فُقْدَانَ الأَهْلِيْة؟
وَإِسْتِفْحَالَ الرَغْبَة 
يَا إِنْكِيدُو 
أَتَبْحَثُ عَنْ الخُلُود؟
تَعَالَ وَقِفْ عَلَى أَعْتَابِ الجَسَد 
وَتَدَلَى مِنْ شَهْوَتِكَ
وَهِيَ تَتَضَائلُ تَدْرِيجِيًا
أَمَامَ حَضِيْرَةِ المُؤَخِرَات 
تَشْكُو العَوْز 
وَنَقِيْقَ بَيْتِ الزَوْجِيْة المَسْجُورَةُ وِسَادَتُه 
مِنْ لَهِيْبِ أَسْعَارِ الطَمَاطِم 
تَعَالَ يَا مَلِكَ الجِهَاتِ الأَرْبَعَة 
وأَنْتَ يَا تَيْمُورلَنْك 
قِفْ بِعُكَازِك عَلَى مَرَامِي الرَعِيْة 
وَارْضَعْ مِنْ أَثْدَاءِ حَفِيْدَاتِكَ بَقَايَا (قواطي) الكُولَا
تَذَوَّقْ المَزَابِلَ جَيْدًا 
فَلَمْ يَعُدِ المُلْكُ ذِي شَأنٍ 
تَحْتَ وِصَايَةِ البَلَاط 
وَهُوَ يَلْعَقُ حَتَى الفَلَاسِيْنَ المُتَبَقِيَة مِنْ وَرَقِ المَرَاحِيْض 
تَعَالوا أَيَّتُهَا العَلَامَاتُ الفَارِقَة 
أَيُّهَا المُلُوْك 
أَنَى لَكُمْ صُنْعُ حَضَارَةٍ مِنْ عُيُونِ هَذِهِ الأَرْض 
وَنَحْنُ حُفَاةٌ
بَعْدَ ثَمَانِيةِ آلافٍ مِنْ النَشْأَة 
يَا أَيُّهَا الفَخْر 
كَفَاكَ تَعَالِيًا 
وَطَأطِأ سُمْعَتَك إِلَى شَقْفَةِ الكَرَامَة 
وَهِيَ تُصَارِعُ جَبِيْن الجَائِعِيِن 
مِنْ الجَانِب الآخَر مِنْ ( حي التنك)
تُوَلْوِلُ خَجَلًا مِنْ تَعَرِي البَيْض أَمَامَ الشِفَاه 
مُلَوِّحًا بِذُكُورِيْتِه 
وَبِبَيَاضٍ تَشْتَهِيهِ الشِفَاهُ المُتَكَسِرَة 
الرَاغِبِيْن بِشَمِ اليَاسَمِيْن 
هَلُمُّوا إِلَى صَخَبٍ آيلٍ لِلْتَلَاشِي 
ابْصُقُوا عَلَى مَا يُسَمَى بِالثَوْرَات 
فَمُذْ عُرِفَ التَارِيْخ 
وَهِيَ تُطَرِزُ الأَورَاق بِلَا جَدْوَى 
سَارِقَةً وُجُوهَ السَلَاطِين 
مِنْ قِرَاءةِ إِحْتِيَاجَاتِ مَوْتَى العَوْز 
وَهُمْ يَتَنْفَسْونَ فَسَادَ البَيْضِ عَلَى المَائِدَة.

________

لَسْتُ خَشَبَةً بَالِسْتِية 

عَلَى مَرْأَى مِنْ لُصُوصِ الْحَي
عَارٍ وَجْهُ الفَضِيلَة 
بِلَا أبْوَاب تَغْتَسِلُ بِأَمَان
إِلَى جَانِبِ مَخْدَعِهَا 
يَتَيَمَّمُ المُخَادِعُون بِسُمْعَتِهَا المُعَلَقَة 
عَلَى أَسِنَةِ أَعْضَائِهِم الذَكَرِية 
وَأَنَا أَقِفُ عَلَى الْحُدُودِ
أَغْتَرِفُ الأَصْوَاتَ وَأُعَبِئُهَا فِي مُؤَخَرَةِ الرَذِيلَة 
تَارِكًا لِلْقَوْم مُمَارَسَة الإثْنَين فِي آنٍ وَاحِد 
تَتَعَرَّجُ المُنْعَطَفَاتُ أَمَام وَجْهِي 
تَنْفَلِقُ مَلَامُحُ الْجَسَدِ البَالِسْتِية 
تَثُورُ مِن خَلْفِ الكَوَالِيسِ رَغَبَاتُ الشَارِع 
أَنَا لَسْتُ خَشَبَةً
وَلَا فَضِيْلَةً أَو رَذِيْلَة
وَلَا لِمَنْطَقَةِ الأَعْرَافِ أَنْتَمِي 
عَلَى مَرْأَى مِنْ عُيونِ النْهَار 
تُسَرقُ أَفْوَاهُ الرَسَامِين مِنْ لَوحَاتِ الرَفْض 
تَنْسَدِلُ مِنْ قَائِمَةِ الأَلْوَان أَجْنِحَةُ الظَلَام الدَامِس 
أَنَا لَسْتُ خَشَبَةً
لَا سَبِيلَ لِي سِوى كَيْلِ البَذَاءةِ بِصَوتٍ خَافِتٍ
عَلَّ الخَجَلَ المُؤَرشَف يَثُورُ
وَلِأنِّي لَسْتُ بَالِسْتِيًا 
فَإِن الأَعْرَاف تُصَادِرُ أَوتَارَ الحُنجَرة 
وَمَأثُورَاتِ الجَدَّة 
تُمِيطُ سِمْفُونِيةَ الحَدَاثَة 
مَنْ قَالَ إنَّ الكَبَائِرَ هِي مَنْ تَزْنِي بِالشُعُوب؟ 
فَحَتَى الظَهِيرة يَغْتَصِبُهَا الكُسُوف
أَيَّهَا الوَاقِفُون عَلَى أَعْتَابِ الإنْهِيَار 
الجُرْفُ يَتَمَضْمَضُ بِأقْدَامِكُم
أُسْرِقُوا قُشُورَ الفَضِيلَة
فَلَسْتُ خَشَبَةً لِأسْكُتَ 
عَلَى المِنَصة سَأضَعُ كُلَّ الخِيَارَات 
أُوَزِعُ رَسَاِئلِي كَيْفَمَا تَشَاءُ مُكَبِرَاتُ الصَوت 
لِسَانُ المَوتِ أَكْثَرُ جُرْأَةً مِنْ صَهِيلِ الرَصَاص   
اليَاسَمِينُ تَجْتَاحُهُ حَرَائِقُ النُطَف المُتَهَوِرَة 
أَحْصِنَةُ الدِين تُشَذِبُ أَقْدَامَهَا 
هَزْهَزَةُ المُؤخِرَات عَلَى أَدِيمِ الطُرُقَات المُرَصْعَةُ بِالعُيُون 
دُمُوعُ الوُجُوه المُكْتَئِبَة 
تَقُضُ مَضَاجِعَ الخُدُودِ البَرِيئَة 
رَوَائِحُ العَجَائِز 
لَمْ تَعُدْ تُعَطِرُ زَوَايَا الطُرُقَات 
لَمْ يَعُدْ بِالإِمْكَان مُحَاسَبَةُ ضَحِكِ الفَتَيَات الهِسْتِيرِي 
عَلَى قَارِعَةِ الرَبِيع بِلَا خَجَل
لَمْ تَعُدْ الهَوَاتِفُ تَرِنُ كَمَا قَبْل عَقْد 
خَالِيَةً مِنْ الأدْلَجَة وَعُيُون الجِنْسِ الأزْرَق 
لَسْتُ خَشَبَةً بَالِسْتِية 
لِأُخَبِئَ وَجْهِي فِي الأَرْض 
كَي لَا تَعْتِبَ الضَمَائِرُ عَلَى مَلَامِحِي
google-playkhamsatmostaqltradent