_______________
وحيد
كفرن طيني
في بيت مهجور يسكنه الوجع
كباب خشبي فقد طلاءه
تخلّت عنه الألواح وتسنن مزلاجه
غريب
كوجه عابر في حافلة ليلية
من محطة باريس الشمال
إلى تروكاديرو
ولا عنوان في المحفظة
وحيد
هنا في الرّكن الحالك
ك"وحيد أبو الجول"
يسند رأسه
على " عنق الغراب "
ألوح للهواء بنصف ذراع يتيمة
لعله يأتي
لكي ،
أشهق غياب أصابع الحبيبة
تائه
في الركن القصي
من غرفة باردة
لا يصلها أحد بابتسامة
أرسم في الخيال
وجوها ألِفتها وألفتني
ألّفتها و ألّفتني
ثم أتلفتني للأبد
وتركت في كفي كمشة حنين
شاردٌ
كرقصة باليه
تركها الجمهور وحيدة
فابتلعها الفراغ
كحبة آسبرين
بعد منتصف وجع الهدوء
والكراسي عيونها شاهدة
منتصب
كقرن أيل معقوف
ينقل ذبذبات غريبة
لتحليقات نسور فوق الجبال
يمضغ الأعشاب في حذر
ويرفع ذيله للسماء بندقية
وحيد كعامود هاتف أرضي
لفوا رأسه ب"كابلات" النحاس
ينقل الاتصالات بين الناس
ولا أحد يتصل به
ليقول له :
كيف حال قلبك ،
مع ضجيج كل هذا العراء ...؟
* وحيد أبو الجول صديقي الأديب العراقي .
* " عنق الغراب " عنوان لرواية وحيد أبو الجول .