،
الشجرة تُقلّم أطرافها
،
هَبْ لي آية
أمشي بِها على الماء
لأتخذ من بحر عينيكِ
طريقاً يبساً
لأرتشف من تلك الغيوم
شربة ماء هنيئة
لأسافر إلى الضفّة المُقابلة
وأنا أحمل عنكِ دلو الدموع
سأسقي العابرين أمثالي
لتبتلّ اللحى وترتوي العروق،
في أجسادهم النحيلة
حين أصابها القحط والجفاف
وهُم يلهثون نحو النجاة
إلى شاطىء الراحة
هَبْ لي آية
أقتبس من نار شفتيكِ
لأصطلي بهما قبساً من نور
لأخمد حرائق غابات السّافانا
المُعشعشة بين جَنبيّ
لأطفئ ذاك السّراب المُتعرّي
المُمتد في صحراء الوجدان
فينكشف ذاك الغطاء المستور
منذُ الخطيئة الأولى
لتنضج تُفاحة قلبي
وتخرّ صريعة
إلى شفير الهاوية
وقد قُدّ منها قضمة واحدة
شاهدة لِما أقترفتهُ يَدُ العَارْ
هَبْ لي آية
لأجمع الشمس والقمر
ليحتكما في قضيّة عادلة
حين تُبدين فاتنة
في مطلع الفجر
حين تختصم النّجوم
ليغويهما ذاك الشفق
المُنسدل من عتبة بابِك
حين تُربكين إيقاع السّماء
فلم يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود
حين تشخصين ببصرك نحو الأعلى
فتخرّ أعمدتها ذاوية
لترضخ بالحُكم المُطلق
وتكوّر الليل والنهار؛ شاهِدَين،
لتعزيز الرِهان في ربح القضيّة
هَبْ لي آية
لنكون الإثنين؛ ولا ثالثٌ معنا !
لا الشيّطان، ولا العقل المُدبّر
لا جنّة، ولا نار
سنكتفي بأرضٍ خَرِبة،
وحلمٌ بسيط
سنكتفي ببزوغ شُعاعٍ
من قُرص الشمس
وحُزمة حطب
من شجرة الخُلد
لنطبخ بهما ذاك الحُب
الممهور من طِينٍ وماء
سنقدمّهُ على طبقٍ من حجر
لايهم؛ المهم أن نبقى، سِوانا !.
محمد الجلال/ اليمن
