كان جبلًا شامخًا
متوجًا بعقل يُزيِّن قِمّته
يُزهر العلم أينما وُجد
حضوره هيبة ووقار
يده غلَّة بَيْدر للقاصي والداني
كان يجول بين سطور كتبٍ
صفّفَها في أدراجٍ خشبيةٍ
على جدران عمره
لسانه غيمة تنْقٌط العسل
نظراته هيبة زُرْقَة سماء
في حضوره جلال ثقةٍ
تسرق لبَّ وجودٍ يعشق رصانة
كلمةٍ ينطقها راجحة في ميزان
الحرف وتنزٌّلاته
نظرةٌ واحدة..
يمتصُّ بها فوضى الحضور
ويستقيم كل ما اعْوَج
كان متيمًا بأمي حتى آخر نفسٍ
لفظَهُ بين شفتيها
سألتُ أمي كيف أسلم الروح ؟
قالتْ بين يدي حبيبة عمره
يُنادي حيدرًا أن يُغلق جفنيه
ويقطِّب برموشه الطويلة
ياقةَ ثوبِ حبيبته ..
التي لم تغسله يوما
فالنفس تسكن الثوب
وتشتاق ريحه .. لتعود إليه
كلّما استعرت نار الفقد ..
ها أنا الثوب نفسه يرتديني
أرمش خيوط عينيك
واتحسس أنامل أمي ..
إلى روح أبي في ليلة ذكرى وفاته
⚘💝⚘
ميريام حيدر