( الشاهد )
لست بارعا في دفن الموتى
فكل الذين كلفوني بهذه المهمة
كنت اضعهم في الحفرة
لكنني ..
انسى
ان اغطيهم بالتراب ..
كنت انشغل بالتأمل في غيمة عابرة واتجنب إلقاء النظرة الأخيرة عليهم
ثم امضي سريعا
وكانوا ..ينتظرون مني
تلك الحركة الأخيرة
التي أدفع فيها التراب
بكفي فوق اكفانهم
لكنني لم أفعلها ابدا
والشاهد غيمة
الان بعد كل هذه السنوات
من الفشل في مهنتي
الفريدة
وحدي
اتجول
بطيئا في مشيتي ..
ومن جيوبي
تتسرب خيوط رمل
على الطرقات
وتلملمها خلفي
أرواح موتى
لم استطع
ان اتقن دفنهم في قلبي
والشاهد ..تلك الغيمة .
احمد جارالله ياسين/ العراق