كتاب القيامة
البحري المصطفى / المغرب
وأنت ملقى
على كرسي خشبي
بمقهى عابر ،
في لحظة
قد
ينهار كل شيء .
ويبدو الشارع خاليا
من المارة ؛
وأنت تتجول بين
أكداس الجثث
والقطط السمينة
على الرصيف .
ينهار كل شيء
كقطع البوزل ،
وأنت واجم
تتابع الوضع عن كثب .
قد يدور برأسك
أن تترك المقهى المتهاوي ،
لكن إلى أين ؟
في كل مكان أنقاض ،
وغبار ،
ورائحة الموت .
إلى أين ؟
ربما قد تحتاج
إلى قليل
من الوقت ،
كي تعيد ترتيب ذاكرتك
المتعبة .
كل شيء تغير ،
وأسماء الشوارع
ضاعت في غبار الانقاض ،
والطريق إلى بيتك
اغتيل تماما .
قد تضع يدك
على قلبك
وأنت تتذكر
طفلتك الصغيرة
في فصل الدراسة .
قد تتذكر
طيور الحديقة ،
وأشجار اللوز
في أحراش (أوزود ) .
وأنت على مقهى
عابر
قد ترى الأشجار تفر في
اتجاه البحر .
والسماء نصف شال أسود .
تتحسس وجهك
فلا تجد السماء .
هل ينتهي النهار هكذا بلا وجه ؟
هل يندس قلبي
طويلا
في جيب سترتي ؟
في كل زاوية
ينمو شجر الأنين .
في مقهى عابر
وأنت جالس على
كرسي خشبي
قد ينتهي
كل شيء .
قد تنتهي خيول الدهشة
على
رصيف القصيدة .
في مقهى عابر
على كرسي عابر
تعد :
واحد
اثنان
ثلاثة
وتختفي .