اضاءة لنص الشاعر جبار الكواز (لا شمس تحت انين الفرات)
بقلم الاستاذة ليلى عيال
لايمكنني دائما ان اعلق على قصائد الاستاذ جبار الكواز
لكني واثقة انها النصوص التي تمهل ولاتهمل اطلاقا..فالجمال المطلق لايمكن الإلمام به أو احصاءه فهو يفر كغزلان البراري بعيدا..
وعليك ان تكون حذرا ان تسير بخطى ساحر أو عابد متصوف لتضمن عدم اجفالها أو هروبها بعيدا ..
هكذا فقط تستطيع أن تستمتع بالجمال تحت اصوات الطبيعة المختلفه وما تثيره حروف الشاعر وارادته...
ثمة أصوات كثيرة تحدث هنا ..نساج اتقن مايقول طاعه الحرف حتى سبق دوي الرعد وحفيف الشجر وعتاب الريح واغنيات العصافير ..
( لاشمس تحت أنين الفرات )
اكثر من وجع وأكثر من دعوة وأكثر من خطاب وأكثر من نداء ..
الحضور الغائب دائما للاضداد والثقة المسبقة بمايدور
والمعرفة التامه بالأمور وجربانها سمة مهمة أو لعلها عصا الشاعر التي يضرب بها ارض ابداعه فتتفتح عيون السلسبيل..
النقطة عنده هي مزج سحري للماضي والحاضر ومسحة امل مستقبلية مخبوءة بين طيات المعاني..
اصغوا جيدا لتلك الأصوات فالحرف لغة واللغة مسلة والمسلة وطن والوطن هي....
(لا شمس تحت انين الفرات)
حينما تطاردني الأزقةُ
لائذةً من الرياح
احملُ ما تبقى من حلمي
اسكبُه في كأسِكِ
لعلني أشمّ منها رائحة خطاكِ
فوق عتبةِ الخوف
الخوف الماسك بالموت
او بالانبعاث
يتها الصامتة في لهيب تقاويمي
اعيدي حساب الآخرة
فلا ايامَ ادمَ تنتهزني
حضورا غائبا
او
جدارا متداعيا ما زال مخمورا
وهو يقرأ احرفَكِ المسماريةَ
في قبور المنتظرين
مالي أراك واجمة؟!
حين ترينَ ايامَنا
تركض لاهثة خلف صدى
مزمار ساحر مجنون
يخبّ باوهامه
بيوتَ الضباب
ليقول لها:
طوبى لجدرانك
فما زالت مرتبكة
وهي تعلق حدوة حروفك المسمارية
فوق جباه اطفالها
وما زال الرجال المرد
واقفين
مصفقين
هاتفين للخراب
في انتظار
تتويج ملكهم الأعور
وهو يخوض معاركه الخلبية
في دول الطوائف
يحلم
ببيت كبير
يسعُ الموتى
والجرحى
والمغيبين
وهو ينسج غيابة سراطه
باصابعنا المبتورة
و يردّدُ
اغانيَ الشهداء
فوق مسلة نصر الترابيين
الواقفين بين السلّةِ والذلّة
فتعاليْ
ما زال في العمر متسع
للكذب
وللغزل
وللرثاء
تحت ظلال إعجاز فرات
لم يذق دمعةَ نخلةٍ
من بستان قريش
بستاننا
المنهوب في مهب الرياح