غذّ سيّرك
_______
ذاهبٌ انا لاادري لأين
اغدقي بلطافتكِ
يااصابع الرياح بدفع الشراع
ماعادت القلوب هنا تشربُ ماء غصوني
او تستظل فيء وفائي
ولا الطريق التي مشيتها آهلة بصوت هديل يعلو مآذن المسافات
غذّ سيّرك بعيدا عن المدن المعقدة
والوجوه المُعلبة في قوالب الجمود
عليك
اعادة النظر
ان يُقدم عقلك الواهم اوراق تقاعده
الأفئدة التي ظننتها معابد للطقوس
في لهوٍ
على كمنجات الدولار الى الصباح . !
كم تدفقتَ ايها النبع سيحا
وما احتواك جدول
كان وجهك وحده لابديل له
وسط زحام الحقائب
المحمولة بالأستعارات والبدائل
ايها المثرثر بحرّاء الصدق
وجبينك المفتوح بحرا
لتراتيل الموج الغابش بالفجر
اوَ لم تُدرك إنك في حضرة الدهاء . !
الشمس ابهى على جباه العابرين
لوجهة حياة اخرى رشيقة القِوام
واثقة الى الأمام خُطاها
غير تلك الوجوه
التي لم تُغادر مقاعد القنوط
الريح لا تنمو في رحم العُقم
لتأخذ دور القابلة المأذونة . !
لاذعة اللسان شمسك الأولى
كم استهلك القنوط منك
وانت تقول صبرا ياآل بنات الأفكار . !
اي صبر
هذا الذي تفوهتَ به
وقد اقعدك دهرا على كرسيّ الإعاقة
فاضحيت في القفا
ووضعتَ انت خُطاكَ في حضن السراب
حتى تآخيت ومصابيح البرد الأزرق
عجبا
كيف لك
ان تكون في القفا
نيابةً عن السلاحف
وانت العدّاء
الذي يعرفهُ المضمار .!
غذّ سيّرك اكثر سعة
اطعم عقلك بغذاء الحكمة
اقلع جذر الموروث وابقر بطن ظلامه
سوف ترى
إن الله
غير محدد باطار ولي
وهذا الكون
عارٍ عن الصحة لولا القدرة . ! سوف ترى
إنك في صلح مابين الضدّين مُوحَد
غذّ سيّرك ابعد
لقراءة اول سطر
لرواية عبق الشطآن
هناك شراع حبيبتك
مِن خيط حرير الشوق جناح يخفق
وذاك الليل الساكن في الأحداق وسائد
تنادي
ياهذا القادم
هيا تعال توسّد
ياهذا المُثخن بكل جراحات الوطن المأسور تِباعا . !
نُم على فخذ مسراتي
وتأوه بكل تفاصيل الصبر الفائت
ثم تعال
تَعَّلم كيف تَعوم في دُنيا أُنثاي
ياهذا العابق
بعطر ازاهير الأرض
خذ بيدي نحو متاهات اقاصيك
ولأين انا مثلك لاادري . !