التماهي أم التلاهي أم التلاص أم التناص
بقلم: عدنان الصائغ
شاعر عراقي مقيم في لندن
بمحبة يكنّها لي الصديقُ قاسم الخالدي، وأكنُّ له مثلها، وبذكريات جمعتنا في أحلك السنوات وأمرِّها (الحرب العراقية الإيرانية، وما تلاها). هذه المحبة سمحتْ له – أو هكذا رأى أو أرتأى – أن يتماهى مع نصوصٍ قديمةٍ وجديدةٍ لي.
وبالمحبةٍ نفسها أعرضها أمامكم للأمانةِ الشعرية ومنعاً للالتباس، ومحاولة لتبيه الأخوة في المواقع إلى التحري والتدقيق [شاكراً جدا لمن ساعدني في هذا الجمع والمتابعة الشاقة]
سأرفق هنا نصوصي وأتبعها بنصوصه التي تماهتْ [وأحجم عن قول شيء آخر]. فلا تعليقَ لدي. أنه مجرد عرض طويل مرير وموجع، دون تصريح أو تجريح أو تطويح أو تلميح أو تشريح، وأمامي المحبة التي تحدثتُ عنها في البدء.
.........................
[ملاحظة: جل نصوص الأخ قاسم المعنية هنا، يتراوح نشرها في عام 2020، والقليل جداً في 2019، وهذا العام2021]
ونحن في النوم تحت السفح
عليك أن تقولي
هل من شاغر لنا في القمة ؟ [للأخ العزيز قاسم الخالدي]
*
منطرحاً /على السفحِ
يسألُ:
هل من شاغرٍ /في القِمَّة؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
أجلس مرتبكا
فوق الشرفة من الصحو
أنتف على مهل أو ربما على عجل
ريش الغمام وأنا مشغول
الى ما كنت أكتبه على مفردات [للأخ الكريم قاسم الخالدي]
*
أجلسُ في شُرفةِ الصحو،
أنتفُ ريشَ الغمامِ
شفاهي مشقَّقةٌ كجذوعِ النخيلِ على الجرفِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "نشيد أوروك" 1996]
* * *
المطر هو صديقي المغفل
يتساقط أحيانا على المدن التي لاتعرف
الخضرة من الحقول ..
ويجف على الأرصفة منها
دون أن يلتفت إليه أحدا .. ! [للأخ الحميم قاسم الخالدي]
*
أَيّها المطرُ / – يا صديقي المغفّل –
حذارِ من التسكّعِ على أرصفةِ المدنِ المُعَلّبةِ
ستتبدَّدُ – مثلي – لا محالةً /قطرةً، قطرةً
وتَجِفُّ على الإسفلتِ
لا أحدَ يتذكَّرُكَ هنا (...) [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
▪︎ أنا الذي يسألني ساعدي مرات
عن خصر حبيبتي
أو يلاحقني وتر نازف في آخر
الليل ...
- أشنق نفسي بالأنتظار
قرب الجسر من باب " المعظم "
مرتعشا أو ربما ستقاطع الأنتظار
العربات بعواء شديد [للأخ النبيه قاسم الخالدي]
*
فيسألُني ساعدي: أين خَصْرُ حبيبي!؟..
يُلَاحِقُني وَترٌ نازفٌ - في الكمانِ -
على شارعِ الليلِ.
أشنقُ نفسي بخَيطِ ضياءٍ نحيلٍ
تحدَّرَ من جسرِ "باب المُعظَّمِ"، / مُرتعشاً
ستُقَاطِعُهُ المركباتُ...... [عدنان الصائغ؛ من ديوان "نشيد أوروك" 1996]
* * *
لا تقطف الوردة
دعها كما اللحظة منك
تزهو بجمالها
فحياة الوردة أقصر
من اللحظة التي أنت فيها [للأخ الغالي قاسم الخالدي]
*
لا تقطفِ الوردةَ
انظرْ .../ كمْ هي مزهوّة
بحياتها / القصيرة! [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
فوق النعاس من هدب حبيبتي
برما وتثأب سرب الحمام
على الشرفة قربها [للأخ العالي قاسم الخالدي]
*
ففزَّ نُعاسُ الأميرةِ من هُدْبِها / برماً،
وتثاءَبَ سِرْبُ الحَمَامِ / على الشُرفةِ الملكيّةِ. [عدنان الصائغ؛ من ديوان" نشيد أوروك" 1996]
* * *
على خيط الأنتظار
من وحدتي
كنت للمرة الوحيدة
أفكر بتقبيلك حينها قالت
لي شفتاك وداعا ... [للأخ الفاضل قاسم الخالدي]
*
في المرَّةِ الوحيدةِ
التي فكَّرتُ بتقبيلكِ
قالتْ لي شفتاكِ:
وداعاً [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
طاف أصقاع العالم
لكنه لم يصل الى نفسه
وظل في شوارع هذا العالم
تائه فيها ويطوف .. [للأخ المفضال قاسم الخالدي]
*
طافَ أصقاعَ العالم
لكنَّهُ لمْ يصل
.. إلى نفسهِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
(١) درس التأريخ
▪︎ على سبورة الدرس
دهشة التلاميذ لدمعة المعلم
حيث أضاع عمره في التأريخ
وما عاد التأريخ يذكره
بسطر واحد .. [للأخ المجدّ قاسم الخالدي]
*
درس في التاريخ (1)
أَطْرَقَ مدرّسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظّارتيه
ثم ابتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ:
ما أجحدَ قلبَ التاريخِ!
أكلّ هذا العُمْرِ الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرّةِ
وسوف لا يَذْكُرُني بسطرٍ واحدٍ؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " تأبط منفى" 2001]
* * *
رؤوس تتدرج
وأخرى تتدحرج
هبوطا او صعودا
- والتاريخ بهذا
لاينتهي ... [للأخ الجليل قاسم الخالدي]
*
رؤوسٌ /... تتدحرجْ
رؤوسٌ /تتدرَّجْ
صعوداً / أو /هبوطاً
على سَلالم الطبول / و.. الأنين
ذلكمْ هو التاريخ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
عند الضجيج
بما يراود روحينا
بهذا وذاك لا اسمعك
وانت لاتسمعيني
- دعي العيون منا
تكمل الحوار... [للأخ الفضيل قاسم الخالدي]
*
في الحانةِ الصاخبة
لا أسمَعُكِ،
ولا تسمَعينني
فَدَعِي شفاهَنا
تُكمِلُ حوارَنا [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
▪︎ تشكيلات
قصيرة هي المسافة
بين شفتي وشفتيك لكنها
تلامس كل الأحتمالات
- دعي شفاهنا جانبا
وأتركي العيون منا تكمل
الحوار .. [للأخ الرفيع قاسم الخالدي]
*
(تشكيل 9 )
المسافةُ القصيرةُ التي
بين شفاهنا،
مفتوحةٌ... /لكلِّ الاحتمالات
(..) فَدَعِي شفاهَنا
تُكمِلُ حوارَنا [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
يشغلني قلقي
ويتعبني هذا الحزن اكثر منك
وأنا لا أرتدي مثلك قميصا
أسود ..
مكتفيا بلون ضفائرك
على لون قميصي الأبيض .. [للأخ الوديع قاسم الخالدي]
*
أنا أكثرُ حُزناً منكِ/ لكنِّي لا أرتدي قميصاً أَسْوَدَ /حين تصادفين على رصيفِ دمعكِ الطويلِ/ قلباً وحيداً يتسكّعُ /بقميصٍ أبيض / وربطةِ عنقٍ سَوداء / فهذا أنا… [عدنان الصائغ؛ من ديوان "سماء في خوذة" 1988]
* * *
وأنا مشغول في الوسع
من هذا العالم ..
أجده في نصفين نصف أنت
والنصف الآخر قلقي [للأخ المنيع قاسم الخالدي]
*
يُقْلِقُني../ إنَّ العالمَ
مُنقسمٌ نصفين:
نصفٌ أنتِ
ونصفٌ قلقي [عدنان الصائغ؛ من ديوان "سماء في خوذة" 1988]
* * *
بين امرأتين يتوزع قلقي
الأولى تسرق الأضواء من بيتي
والأخرى تسرق مسودة ديواني
وقصائده لم تكمل بعد [للأخ المحبّ قاسم الخالدي]
*
امرأتان../ تنسلّان،
إلى قلبِ الشاعرِ
واحدةٌ…/ تَسْرِقُ من خزانتِهِ / الأضواءَ، / وربطةَ عنقه
والأخرى… / يكفيها أنْ تحظى بمُسَوَّدَةٍ لقصيدة / لمْ تُكْمَلْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "سماء في خوذة" 1988]
* * *
تقول هي للمطر رفقا
بثيابي أيها المطر
أرى العابرين ينظرون لي بدهشة
هل أنا لهم كما يريدون
أيها المطر [للأخ القريب قاسم الخالدي] ..
*
رفقاً أَيّها المطرُ /قميصي تَبَلَّلَ..
وها أنا أرتعِشُ من الحبِّ
لماذا يَنظُرُ لي العابرون – بدهشةٍ – /هل أبدو عاريةً [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
تعرفين أنت أن أعمدة الجسر
لولا الأنحناء منها
لن يمر من تحتها النهر [للأخ المريد قاسم الخالدي] ..
*
حين لا ينحني الجسرُ
لن يمرَّ النهرُ 18/9/1993 عمّان [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
وأنت تتحدثين عن الآخرين
في الأتساع من الحفل
كنت تغزلين المواعيد منك
على الرقة من شفتيك
خارج القاعة من المطر [للأخ الفريد قاسم الخالدي]
*
وأنتِ تتحدّثين مع الآخرين
في الحفلِ
كانتْ شفتاكِ / تَغزِلان مواعيدَهما
خارجَ جُدرانِ القاعةِ
مع المطر
والأشجار
والأرصفة [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
في آخرة العمر
تكون المرأة التي عاشت جمالها
بأفراط لاتتمكن من الأنحناء
لألتقاط ماتبقى من جمالها
على الأرض ... [للأخ العتيد قاسم الخالدي]
*
جمالها الذي عاشتهُ بإفراط
انفرطَ من بين أناملها
دون أنْ تتمكن
من الانحناء
لالتقاطِ ما تَبَقَّى من حياتها [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
أتسكع في شوارع
الوقت ..
أمضغه مرات وأنا بالتلصلص
الى واجهة المحلات (...)
الى بعد منتصف الكأس
من الشفتين ..
(..) أين عمري أعني القصيدة
كانت في جيب بنطالي الأسود
- أشارت الى حبل الغسيل
أنظرها كيف تقطر الكلمات منها ..
كأنها عمرك هذا المملؤ بالشوارع
متقطرا بالكلمات أو الأحلام [للأخ النبيه قاسم الخالدي]
*
أتسكّعُ في شارعِ الوقتِ، أمضغهُ بالتلصّصِ للواجهاتِ، وتكويرةِ الردفِ.. (...)
طابَ المساء إلى بعد منتصفِ الكأسِ / في شفتيكِ..
- أين القصيدةُ!؟
- غَسَلَتْها مع البنطلونِ المبقّعِ / عاملةُ البارِ
… كانتْ تشيرُ / لحبلِ الغسيلِ /يقطّرُ...
بالكلمات.. [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
(..) النص هذا الذي نسيته في جيب
بنطالي وعند الغسل والنشر
فوق الحبل من بيتي
- قالت خادمتي
أبصرت الكلمات تتناثر منه
كأنها أنت ... !
- ومرة كتبت نصا آخر
لكني نسيته فوق الرف
من مكتبتي ..
وأنا في المشي بعيدا عنه
أبصرته يمشي خلفي
مثل الظل مشغولا بمصافحة
البعض من الناس
كأنه أنا ... ! [للأخ الفطين قاسم الخالدي]
*
- أين القصيدةُ!؟
- غَسَلَتْها مع البنطلونِ المبقّعِ / عاملةُ البارِ
… كانتْ تشيرُ / لحبلِ الغسيلِ /يقطّرُ...
بالكلمات.. [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
نسيتُ نفسي على طاولةِ مكتبتي / ومضيتُ
وحين فتحتُ خطوتي في الطريق
اكتشفتُ أنَّنِي لا شيءَ غيرُ ظلٍّ لنصٍّ
أراهُ يمشي أمامي بمشقّةٍ
ويُصَافِحُ الناسَ كأنَّهُ أنا [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
بهدوء نشرب القهوة بعد موتهم
وعلى التأملات من روحينا
يشربون هم قهوتنا..
- هكذا هي أعمارنا ياحلوتي
رشفة قهوة وكلمات نص
لم يكتمل .. ! [للأخ المكين قاسم الخالدي]
*
بهدوءٍ شربنا قهوتهم / وانسللنا من البابِ / يشيّعنا المعزّون بنظراتهم المفتوحةِ على الغيابِ /
ليشربَ قهوتَنا آخرون
كأنَّ أعمارَنا / رشفةٌ / بين / جنازتين [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
قلت لك مرة
أن الدوران من العجلة
تكرار للمكان .. [للأخ الثمين قاسم الخالدي]
*
دورانُ العجلةِ
تكرارُ المكان [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
- وللكلام في نفوسنا
ركض داخلي عليك أن تتأملي
كثيرا في هذا ... [للأخ المتين قاسم الخالدي]
*
الكلامُ
ركضٌ داخليٌّ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
الأرواح المذبوحة
ترقص كثيرا لكن الأجساد
منها لاتتسع للرقص طويلا [للأخ الأمين قاسم الخالدي]
*
في الروحِ المذبوحِ
رقصٌ كثيرٌ
غيرَ أنَّ مدارَ الجسدِ لا يَتَّسِعُ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
لاتخافي ياحلوتي
من قلبي هذا المتسكع في شوارع
حبك سأدربه وأعلمه " الأتكيت "
في حضرة جمالك الآسر
لا يسمح لأصابعي
أن تمتد على عجل لشعر ضفائرك
ولايخدش نعومة الخدين منك
ولا يسرق نجمة من سماء أرتعاشاتك
على روحي ...
- لاتخافي من قلبي بعد اليوم
أيتها الحلوة سأمنعه من الترديد لأسمك
بين النساء والصحف وأمنعه كثيرا
خشية الوقوع أنا وأنت
بفضيحة العصر على ألسنة الناس
- أمنعه من الحماقات هذي
لكنه يظل كما أعرفه في حبك
وفي الحب عليك أحمق ... [للأخ الحصين قاسم الخالدي]
*
للجنونِ الذي يتسكّعُ معي في شوارعِ حبّكِ
أحاولُ تدجينَ هذا القلب ليكون أقلَّ شراسةً وجنوناً
كي لا يخدشَ نعومتكِ
أعلّمه "أتكيت" الجلوس في حضرةِ جمالكِ الآسرِ
كي لا يَمُدَّ أصابعَهُ إلى شَعرِكِ ويَسْرِق نجمةً أو برتقالةً
أحذّره من ترديدِ اسمكِ - على الأقلِّ - بين الأشجارِ والنساءِ والصحفِ، كي لا نكون - أنتِ وأنا - فضيحةَ العصرِ على الألسنِ...
لكنْ هذا القلبَ العاقَّ الغريرَ /رغم الوصايا
يقعُ في الحماقاتِ نفسها [عدنان الصائغ؛ من ديوان "مرايا لشَعرِها الطويل" 1992]
* * *
أعرف أن الأحلام في روحي
كثيرة مملؤة هي بالأخطاء
وأنا كعادتي لها
لم أقترف خطأ منها بعد .. [للأخ المعين قاسم الخالدي]
*
أحلامي؛
أخطاءٌ،
لمْ أقترفْها بعدُ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
أجلس مرات وحياتي معي
وأنا مشغول بالتفكير إتجاه حياتي
كيف سرقتها الساعات مني
وأنا إليها لم أنتبه .. ! [للأخ القريب قاسم الخالدي]
*
حياتي.. / يا... لحياتي
كيف سرقتكِ الأيّامُ منِّي
ولمْ أنتبه... !؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
العاشق الذي أعتاد
أن يلظم بخيط التأملات خرز
تأملاتها أن يرشف قدر ملعقة
من لمى إمرأة وهو في النسيان
لدوائه فوق الرف عند زوجته [للأخ الأريب قاسم الخالدي]
*
ويلظمُها مثلَ خيطِ اللهاثِ المقطَّعِ في إبرةِ اللهِ..
(..) يَأْخُذُ ملعقةً من لمى شفتيها
وينسى الدواءَ على / رفِّ زوجتِهِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "نشيد أوروك" 1996]
* * *
جفف وقتي بالإنتظار
ممتدا فوق المطر الدافيء
من نعاس يديك
على قضبان النافذة ..
وهذا الصباح المشاكس
مازال يبحث في جيب بنطالك
الجينز (..)
وأنت تحت رموش المصابيح [للأخ الأديب قاسم الخالدي]
*
أُجَفِّفُ وقتيَ بالانتظارِ
(..) مطرٌ دافيءٌ
من نُعاسِ يديكِ على عُشبِ النافذةْ
والصباحُ المشاكسُ يحشو الشوارعَ في جيبِ بنطالكِ الجينـزِ
(..) تحتَ رُموشِ المصابيحِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "غيمة الصمغ" 1993]
* * *
كما القوس أنحني ولا أنطلق
أشياء كثيرة تشدني
الى التي قالت وظلت (...) [للأخ الحبيب قاسم الخالدي]
*
أنحني كالقوسِ على نفسي
ولا أنطلقُ
أشياءٌ مريرةٌ تشدّني إلى الأرض [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
يسيل العسل متقطرا
من سعة ذاكرتي وأنا بالتفكير
إتجاه شفتيك ..
أتؤلمك هي شفتاك
وعندي تسيل عسلا قطرة
قطرة ... [للأخ الودود قاسم الخالدي]
*
أُفكِّرُ في شفتيكِ
فيسيلُ العسلُ /على زجاجِ ذاكرتي
أَلعَقُهُ…/ دون أنْ تَعلَمي
قطرةً../ قطرةً
تُرَى أتؤلمكِ شفتاكِ؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
قلت لها هي الحلوة التي تمشط
شعرها على الزقزقات من العصافير
- من أين لك هذا الكحل بعينيك؟
- من سحر قصائدك ..
- وأنت يا قصائدي
من أين لك هذي العذوبة في الكلمات
قالت بغنج الدلال من الحلوة التي
قلت لها ... ! [للأخ السديد قاسم الخالدي]
*
قلتُ لعينيها:
يا أجملَ عينين على الإطلاق
من أين لكِ كلّ هذا الكُحْلِ
ابتسمتْ بغنجٍ عذبٍ:
- من سحرِ قصائدكَ
قلتُ للقصائد:
- من أين لكِ كلّ هذه العذوبة
قالتْ بدلالٍ أيضاً:
- من سحرِ عينيها [عدنان الصائغ؛ من ديوان "مرايا لشَعرِها الطويل" 1992]
* * *
(..) أتساقط بالنظرات على زجاج
نوافذك او ألملم على مهل أطراف
الجديلة عن دموع المشط
بالكلمات مني …
– والقطرات من المطر
تتسلل تحت قميصك تبلل الذي
تخافين عليه فدعيني ياحلوتي
أقبل قطرات المطر التي
بللت الذي …
– لا تحملي مظلة
كما الفتيات عن تساقط المطر
فيزعل عليك المطر ويرحل [للأخ الوفي قاسم الخالدي]
*
كان المطرُ / يتساقطُ على النافذةِ
وأنا كنتُ ألملمُ نهاياتِ الضَفِيرةِ /.. عن دموعِ المشط
(..) قطراتُ المطرِ
تتسلّلُ تحتَ قميصِكِ
تلحسُ عسلَ حَلمتيكِ / وأنا أمام زجاجِ النافذةِ
ألحسُ دموعَ المطر
(..) الفتياتُ يحمِلنَ المظلّات
خشيةَ البلل / لذا… / يزعلُ المطرُ../ ويرحل [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
أعتدت كما هي عادتي
لا أدخل في الآخرين
ولا أخرج منهم
– هل أنا حيادي
عليك أن تقولي .. ؟ [للأخ الصَفِي قاسم الخالدي]
*
لا / أَدخُلُ /في الآخرين
ولا / أَخرُجُ / منهم
حيادي معناي [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
أجد الأتساع من الكلام إياك تلاشيه
(..) تكون فيه خطواتي للشوارع
أرصفة متحركة ...
الجدار الذي بيني وبينك
يحاور نفسه ما جدوى النافذة
والخطى التي تسير
في كل إتجاه إلى هذا الجدار
لا تصل ...
أنت تعرفين
ان الفحم في داخله نار حبيس
والظل ياحلوتي شيخوخة للزمان
عليك أن تعرفي [للأخ الغيور قاسم الخالدي]
*
[تنويعات -4-] في اتساعِ الكلامِ
.... تلاشيه
[تنويعات -5-] أقدامُنا ....
أرصفةٌ متحرّكةٌ
[تنويعات -8-] يسألُ الحائطُ
عن جدوى النافذة
[تنويعات -6-] الأقدامُ…..
التي تسيرُ /في كلِّ اتجاهٍ..
لا تصل
[تنويعات -7-] في الفحمِ
نارٌ حبيسٌ...
[تنويعات -9-] الظلُّ
شيخوخةُ الزمان [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
لاتعرف الأشجار
بعد الموت شكلها ...
كيف تكون ..
قبقابا او تابوتا
او رفا لكتاب ...
- هكذا هي الأشعار
بعدنا تكون ... [للأخ الطهور قاسم الخالدي]
*
هذي الأشجارُ المخضلّةُ في الغابْ
رُبَّتَما تغدو طاولةً
مشنقةً
باباً
أو قبقابْ
أو رفّاً لكتابْ
هذي الأشجارْ...
هذي الأشعارْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
الحقول تخيط قميصها
بأبرة المطر [للأخ المبرور قاسم الخالدي]
*
بإبرتهِ المائيَّةِ
يَخِيطُ المطرُ
قميصَ الحقول [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
وأنت التي بخدك هذا المشمشي
تعبرين هدوء الشوارع
كم من شفاه العابرين تتلمظ [للأخ المسرور قاسم الخالدي]
*
وأنتِ تمرّينَ بخدِّكِ المشمشي
كمْ من الشفاهِ تَلَمَّظتْ بكِ
في الطريقِ إليَّ؟! [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
فكل الخطى التي تمشي
على كل الأتجاهات ياحلوتي
لا تصل ... [للأخ المعذور قاسم الخالدي]
*
[تنويعات -6-] الأقدامُ…..
التي تسيرُ /في كلِّ اتجاهٍ..
لا تصل [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
أيامي عليك
كما المبرآة وأنا كما القلم
عليها عليك أدور
أدور حتى أنسل وأموت
دون أن أترك منك
شيئا يذكر [للأخ العطوف قاسم الخالدي]
*
هذا القلمُ المسكينْ
ظلَّ يدورُ سنينْ
في المبراةْ
حتى انْسَلَّ، / ومات
لمْ يتركْ حرفاً في ذاكرةِ التدوين
كمْ بشرٍ / مرّوا / دونَ / حياةْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
(١) الباب
كنت جالسا قربها
وهي بالقول لنفسها
كم يدفعونني ويخرجون
وأنا ملتفة بأضلاعي
ولا أحدا قال كم هي
متعبة ومضنية
آه يامهنة الباب [للأخ الرؤوف قاسم الخالدي]
*
باب
أراهم..
يَدْفعونني ويَدْخُلون
يَدْفعونني ويَخْرُجون
وأنا أصطفقُ بأضلاعي / وراءهم
لا أحدَ يلتفتُ / ليرى
كم هي مُضنيةٌ / وصفيقةٌ،
مهنةُ الباب [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
(٢) السياط والهراوات
السياط أو هي الهراوات
لو انها يوما أخبرت الغابات
بما تفعله على الأجساد
لزعلت هي الأشجار
وهربت من غصيناتها
كل العصافير [للأخ الأنوف قاسم الخالدي] ..
*
لو مرّةً / تعودُ الهراواتُ / والسياطُ
إلى الحقولِ
وتروي تأوّهاتِ الأجسادِ التي تمزَّقتْ /تحت لسعها
لوأدتِ الأشجارُ أطرافَها
وأَضْرَبَتِ الغاباتُ عن الطعامِ
فلمْ تَعدْ هناكَ بلابل / أو غُصُون [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
(٣) الأيام
الأيام التي ترحل
من أعمارنا ..
هل هي عارفة بما نحن
بعدها من الغياب .. [للأخ العطوف قاسم الخالدي]
*
النهاراتُ التي ترحلُ
هل تلتفتُ
لترانا ماذا نفعلُ
في غيابها [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
اتصفح كتب التاريخ
اجد رؤوسا تتدرج
وأخرى تتدحرج ...
أفر هاربا محتفظا بأصابعي
من دم التاريخ .. [للأخ المعروف قاسم الخالدي]
*
أتصفَّحُ كتبَ التاريخ
فتتلوّثُ أصابعي.../ ... بالدم [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تكوينات" 1996]
رؤوسٌ /... تتدحرجْ
رؤوسٌ /تتدرَّجْ
صعوداً / أو /هبوطاً (..) ذلكمْ هو التاريخ [عدنان الصائغ؛ من ديوان" و.." 2011]
* * *
زهيرة الجوري
كل مساء تدخل غرفتك
تسرق العطر من جسدك
وتعود إلى الحديقة متوجسة
تخشى نميمة أزهار النرجس [للأخ القدير قاسم الخالدي]
*
أزهارُ الشبّو
تتسلّلُ – كلَّ مساءٍ
إلى غرفتِكِ
تَسْرِقُ رائحةَ جسدِكِ
وتعودُ إلى الحديقة / بخطى متوجّسةٍ
لئلا تشي بها الأزهارُ النمّامة [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
يداهمني مرات هو الجوع
لا أجد شيئا سوى قصائدي
– ألتهمها …
وأنا في خجل من الآخرين
لايسمعوا صراخ الكلمات
في داخلي … [للأخ الكبيرقاسم الخالدي]
*
الجوعُ يَمُدُّ مخالبَهَ في بطني
فألتهمُ أوراقي / وأمشي..
واضعاً يدي على بطني
خشيةَ أنْ يسمعَ أحدٌ طحينَ الكلمات [عدنان الصائغ؛ من ديوان " تأبط منفى" 2001]
* * *
أعتدت أن أكون مغرما
بلا حبيبة ..
ولا لي نغمة ناي بنفخة
عازف ...
- ثمل انا ولا لي خمرة
ولا كأس ...
ممتلئا بالهدوء على مساحة
من ضجيج .. [للأخ الصغير قاسم الخالدي]
*
ثملٌ، ولا خمرةٌ
مقيمٌ، ولا وطنٌ
مغرمٌ؛ لا خليلةٌ، ولا ناي
هاديءٌ..
وأُحِسُّني أضطرمُ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
مضيت ضاحكا
وأنا بالقول إلى صحبي
اشربوني على مهل
وتذوقوا الحلاوة من روحي
ولاتكسروا الكأس ففي القطرات
الأخيرة منه يعتق خمري بالأفراح [للأخ العذير قاسم الخالدي]
*
وأقولُ لصحبي: اشربوني على مهلٍ
لتذوقوا حلاوةَ روحي،
ولا تَكْسِروا الكأسَ
في القطراتِ الأخيرةِ
يعتقُ خمري [عدنان الصائغ؛ من ديوان "نشيد أوروك" 1996]
* * *
كل عام
يسقط الجمر
من نار حبك في شوارع
روحي كل عام ..
وأنا وحدي محاط
بمواعيد ايامك إلي على
نقيض الصدق من الكلام
كل عام ..
وأذرع العشاق تتعانق
وأنا أحدق عبر النافذة إليك
كعصفور حبيس يوزع
نظراته للربيع
من فجوات قفصه .. [للأخ النحرير قاسم الخالدي]
*
كلَّ عامٍ
يسقطُ الثلجُ
على قلبي
في شوارعِ رأسِ السنةِ
وأنا وحدي
محاطٌ بكلِّ الذين غابوا
كلَّ عامٍ
الأذرعُ تتعانقُ
وأنا أُحدِّقُ
عبرَ نافذةِ المنفى
إلى وطني
كعُصْفُورٍ يرمي نظرتَهُ الشريدةَ
إلى الربيعِ
من وراءِ قضبانِ قفصِهِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
قلت للشعر مرة
من أين أستدين أياما صالحة
كي أكتبك ...
لا تدري أنت أيها الشعر
قد أفسدت كل ما أحلم
فيه وأريد ... [للأخ القاسم قاسم الخالدي]
*
من أين / أستدينُ
أيّاماً صالحةً!؟
أَيّها الشِعرُ
لقد أفسدتَ عليَّ حياتي تماماً [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
أنا كما المستقيم
لا ألتفت إلى كثرة التعرجات
فوق المساحات من الورق
المثلثات والمربعات
أو ربما الدوائر أتركها لغيري
وأنا إلي الجمال من السعة [للأخ الحالم قاسم الخالدي]
*
أنتَ تمضي أَيّها المستقيمُ
دون أنْ تلتفتَ
لجمالِ التعرّجاتِ على الورقِ
أنتَ تملكُ الوصولَ
وأنا أملكُ السِعَة [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
أيام أسكافي
يجلس متأملا
يمسد تجاعيد وجه بالهموم
مرة بأجرة المنزل
وأخرى في أيام العمر منه
التي أنتعلها الناس .. [للأخ القائم قاسم الخالدي]
*
الإسكافي الكهل
جالساً
على الرصيفِ
أمامَ صندوقهِ
يرنو/ لأيّامِهِ التي
ينتعلُها الناس [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
تائه في الطرقات
أمشطها من رصيف إلى رصيف
ومن وجه امرأة إلى أخرى
وأدفع عربتي فيها
سيرا على الأحلام ..
وأنا في صوتي على المارة
لاتصطدموا أيها المشاة
بعربة أحلامي.. [للأخ الفاهم قاسم الخالدي]
*
.. من امرأةٍ إلى امرأةٍ
ومن رصيفٍ إلى آخر
أمشي
قاطعاً حياتي
سيراً على الأحلام
(..) بعد قليلٍ..../ أمرُّ
أدفعُ الحياةَ أمامي كعربةٍ فارغةٍ
وأهتفُ: أَيّها العابرون / احذروا
أنْ تصطدموا بأحلامي [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
القبلة الساقطة
▪︎يجلس متأملا
هو العاشق المتكيء
على عبق النرجس النمام
بتقبيل شفتيها
- لكن القبلة تسقط منهما
على العبق المتناثر منه
- فتضحك هي
وبالقول إليه أن القبل
الساقطة . ..
كما المطر في الصيف
ماعاد يبلل غصن القلب [للأخ العالم قاسم الخالدي]
*
قبلة
وهما يتَّكئان على سياجِ الياسمينِ النمّام
يهمُّ بتقبيلها
فتفلتُ القُبلةُ من فمِهِ
وتسقطُ على العُشْبِ
محدثةً رنيناً أخضرَ
ينحني ليلتقطها
فتضحك...
ذلك أنَّ القُبَلَ الساقطةَ
كقطراتِ المطرِ
سرعانَ ما تَجِفُّ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تكوينات" 1996]
* * *
نسيان
▪︎ نسيت نفسي مرة
على الصفحات من كتب
مكتبتي وقمت مسرعا
أفتح الخطوات
لهذا الدرب المتسع أمامي
فوجدت نفسي " نصا "
يصافح كف المتلقي
بما كتبته لروحي
قبل النسيان ... [للأخ الظالم قاسم الخالدي]
*
نصٌّ
نسيتُ نفسي على طاولةِ مكتبتي / ومضيتُ
وحين فتحتُ خطوتي في الطريق
اكتشفتُ أنَّنِي لا شيءَ غيرُ ظلٍّ لنصٍّ
أراهُ يمشي أمامي بمشقّةٍ
ويُصَافِحُ الناسَ كأنَّهُ أنا [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تأبط منفى" 2001]
* * *
اعتدت أن أراك في المكتبة
تفتحي ساقيك عند القراءة
وانا أقرأ بين السطور
عليك اشتهاءاتي [للأخ الساهم قاسم الخالدي] ...
*
تَجلِسُ في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأُ..
ما بين السطور [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
فرح السنابل تجرشه مجرشة
القحط على شحذ المناجل عند الحصاد ..
والريح التي رفعت ثوب الأيام
عادت مقهقهة على رصيف
الأحتراق من القحط.. [للأخ الدائم قاسم الخالدي]
*
في الأغاني التي كرَّزَتها الإذاعاتُ
في حَجرِ القَحْطِ يجرشُ ضحْكَ السَنابلْ
(...) تَمُرُّ الرياحُ - التي رفعتْ ثوبَها فتضرَّجَ خدُّ الرصيفِ – مقهقهةً
[عدنان الصائغ؛ من ديوان "نشيد أوروك" 1996]
* * *
الشجرة
لا تحصي وقتا للعصفور
للغصينات ...
لكن الصياد
هو الذي يحصي الوقت
للعصفور .. ! [للأخ الحصيف قاسم الخالدي]
*
الشجرةُ
لن تسألَ العُصفورَ المتأرجحَ على غُصْنِها
كمْ ستمكثُ هنا، مستمتعاً بالغناء
وحده القنَّاصُ..
يُحصِي الوقت [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تكوينات" 1996]
* * *
من الذي يخيط للأبرة
ثوبها ..
أتبقى هي عارية وللآخرين
تخيط البهجة منها ؟
للثياب ... [للأخ الرهيف قاسم الخالدي]
*
مَنْ يَخِيطُ للإبرةِ
ثوبَها المفتوق [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تكوينات" 1996]
* * *
أجمع مرات
بعض النساء بحقيبة الأحلام
مني فكلما خرجت منها واحدة
كنت أنت الوحيدة
بحقيبة احلامي ..! [للأخ اللطيف قاسم الخالدي]
*
كلّما وضعتُ النساءَ في كيسِ أحلامي
وسحبتُ ورقةً
طلعتِ أنتِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تكوينات" 1996]
* * *
أعتاد هو المدير
أن يكرز أيام موظفة في الدائرة
التي هو بها ويرمي قشورها
على طاولة الأنتظار من ضحكتها
أو الرف من غرفته [للأخ العفيف قاسم الخالدي]
*
مرَّ المديرُ يُكَرِّزُ أَيَّامَها
ساعةً /ساعةً
ثم يقذفُها
كالقشور، على الرفِّ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "نشيد أوروك" 1996]
* * *
أرملة الحرب
ترتب فوضى أيامها
على ايام ارمل غير متزوج
تاركة للحرب ...
اللعنة على المعتدي الأول [للأخ الشريف قاسم الخالدي]
*
(ماذا تُفَكِّرُ أرملةُ الحربِ
وهي تُرَتِّبُ فوضاكَ
يا أَيّها الأرملُ المتزوّجُ
ماذا تُفَكِّرُ في شاعرٍ من خرابْ
كلُّ أيّامِهِ ورقٌ
وضبابْ) [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
أراها بزاوية الذكريات
من روحي
تحصد كدس الورد من بنفسج
فستانها وأنا التائه بين مروجها
(..) أظل على باب نافذتها الموصدة
أحسب الخطوات مني
الى الطريق من شفتيها ليظللني
شعرها والدخان يمتد
من سيجارتي ملتفا على القضبان
من النافذة ... [للأخ الفاضل قاسم الخالدي]
*
أراها…
بزاويةِ البارِ
تحصدُ كدْسَ البنفسجِ، عن مرجِ فُسْتانِها
أرى أنَّنِي تائهٌ
بين سيجارها الأجنبيِّ
وهذا الطريقِ الطويلِ إلى شفتيها
يظلّلني شَعرُها، والدُخانُ
الذي يتبدَّدُ: [عدنان الصائغ؛ من ديوان "غيمة الصمغ" 1993]
* * *
قلت مرة لونين الاجراس النحاسية
من الرنين ايتها الكلمات
كي تأخذ القصيدة
حجم المحبوبة من روحي [للأخ الكامل قاسم الخالدي]
*
هدّئي من رنينِ أجراسكِ النحاسيَّةِ،
في صالةِ رأسي
- أيّتُها الكلمات .. -
كي لا يفسدَ هذا الضجيجُ هدوءَ القصيدةِ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
لاتتركي يا حلوتي
عينيك تثرثان كثيرا لوعة
لوعة الأشتياق مني
علميها أسرار بلاغة العشق
بنظرات الأيجاز .. [للأخ الشامل قاسم الخالدي]
*
لا تتركي نهديكِ
يثرثران كثيراً على سريرِ اللغةِ
بلاغةُ جسدكِ في الإيجاز [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
أنت والوردة عندي حجم واحد
لاتعرف أصابعي قطفها
بأستثناء شفتيك
فالشكل واحد اذا وصلت اليك أو لم أصل
مالفرق إنك غير موجودة [للأخ الصدوق قاسم الخالدي]
*
باستثناءِ شفتيكِ
لا أَعْرِفُ
كيفَ أقطفُ الوردةَ
(..) أَصلُ أو لا أَصلُ
ما الفرق / حين لا أَجدُكِ [من ديوان" تأبط منفى" 2001]
* * *
أنت لي نزهة
في آخر الأبيات من القصيدة
وأنا إليك جسر
اعبري عليه
كي يمر صوت الخطوات منك
على مساحة قلبي
وأرتبط بها جذلا للأغنيات
التي تراقص الروح
في آخر الذكريات ..
الجمال أنت
وغيرك من النساء الجمال بها
كذب أنيق [للأخ الفاروق قاسم الخالدي] ...
*
أكونُ لكِ الجسرَ
هل كنتِ لي نزهةً في أقاصي القصيدة…؟
(..) أحني دمي، كي تمرَّ أغانيكِ، من ثقْبِ قلبي
(..) في آخرِ الذكرياتِ
تسيلُ على الطاولاتِ
فتشرُبها الأعينُ القاحلةْ
فأقنعُ نفسي:
بأنَّ (..) الصداقاتِ، كذبٌ أنيقٌ
والنساءَ الجميلاتِ،… / تكرارُ آهْ [من ديوان "غيمة الصمغ" 1993]
* * *
الشاعر لا يدري
لأيهما الجمهور يصفق
للنص او إليه ...
- فالشاعر يموت
والنص من الشاعر
على التصفيق من الجمهور
لايموت .... [للأخ المرموق قاسم الخالدي]
*
كيف تلبّسهُ الدورْ
لمْ يدرِ
– حين أُضيئتْ أنوارُ القاعةِ –
أيّهما النصُّ!؟
وأيّهما الجمهورْ!؟ [من ديوان" و.." 2011]
* * *
ضفائرك تهطل بهدوء
فوق الصفحات من ورقي
سأترك كتابة الحروف عنها
وضفائرك تدون طولها
في النص ... [للأخ اللامسبوق قاسم الخالدي]
*
شَعرُكِ الطويلُ؛
يهطلُ على الورقة،
وأنتِ تَكتُبين
شِعرٌ يُدَوِّنُ نفسَه [من ديوان" و.." 2011]
* * *
أعتدت أن أقود هي الكلمات
وأعبر بها زحام الأنتظار على
دكة مواعيدك الماطرة خشية
ان يعثر عليها أحد
وهي في طريق النص اليك [للأخ اللاملحوق قاسم الخالدي]
*
أقودُ الكلامَ من يديهِ كضريرٍ
وأَعْبُرُ به زِحامَ المعنى
خشيةَ أنْ يدهسَهُ أحدٌ
في طريقهِ إلى النصِّ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تكوينات" 1996]
* * *
خطوات مني عليك
في الضوء
وخطوات مني عليك
في العتمة
وبين العتمة والضوء
خيط يربط روحي
في روحك تتقطع روحي
و الخيط في روحك
لم يتقطع .. [للأخ الكريم قاسم الخالدي]
*
خطواتٌ في الضوء
خطواتٌ في العُتْمَةْ
بينهما
خيطٌ /من / شكٍّ
يُوصِلُهُ للحِكْمَةْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
صافنا أنا
قرب تهجداتي منك
لقلبي أقلب الموجات
من نهر حياتي
موجة .. موجة
ولا أدري أين ينتهي هذا
الموج من نهر أحلامي
إليك ... [للأخ الحليم قاسم الخالدي]
*
صافناً أمام تهجّداتِهِ
أقلّبُ صفحاتِ حياتي
موجةً،
موجةً
وأقولُ إلى أين ينتهي كتاب اليَمّ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
- فكيف أرسم قلبي
(..)
كالذي يصف شكل الشبع
ولا سنبلة أمام فمه [للأخ النديم قاسم الخالدي]
*
لا شمعة في يدي، ولا حنين
فكيف أَرْسُمُ قلبي؟
لا سُنْبُلَة أمامَ فمي، فكيفَ أصفُ رائحةَ الشِبعِ؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " تأبط منفى" 2001]
* * *
أقلب
صفحات حياتي
ومرات حياتي تقلبني [للأخ القديم قاسم الخالدي]
*
موجةً، / أو كتابْ
قلّبتني الحياةُ،
وقلّبتها: /غُصَصاً.... / ورِغابْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
قلوب تتدرج واخرى
تتدحرج ...
هكذا القلوب منا على
تاريخ الصفحات للعشاق
وأنت للتاريخ هذا تقرئين [للأخ المحب قاسم الخالدي]
*
رؤوسٌ /... تتدحرجْ
رؤوسٌ /تتدرَّجْ
صعوداً / أو /هبوطاً
على سَلالم الطبول / و.. الأنين
ذلكمْ هو التاريخ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
كعصفور جائع
يدنو فمي إلى كرز شفتيك
ألتقط بلل القبلة منهما [للأخ المعزّ قاسم الخالدي]
*
فمي كعُصْفُورٍ جائعٍ يلتقطُ الكرزَ والقُبلاتِ من شفتيكِ الصغيرتين
[عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
أتلفت مبهورا
الى رجل يرقص وحيدا
في الطرقات ...
اظنه مجنونا بموسيقى
امرأة ضاعت منه
قبل أيام ... [للأخ العزيز قاسم الخالدي]
*
يلتفتُ المارّةُ مذهولين
لِمَرْأَى رجلٍ
يرقصُ في الطُرُقاتِ / وحيداً.. (...)
مسكوناً بامرأةٍ من موسيقى
لا يدري.. / أين هي الآنْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
المربع يتربع
فوق الصفحات من ورقي
يغلق أضلاعه على روحي
كي لا أتبع المستقيم [للأخ السمح قاسم الخالدي]
*
تَرَبَّعَ المُرَبَّعُ
مُتنهِّداً / على أريكةِ الصفحةِ:
كان يمكنُني أنْ أمضي معَكَ إلى الأبدِ
أَيّها المستقيمُ
لولا أنَّهم أغلقوا عليَّ أضلاعي [عدنان الصائغ؛ من ديوان " تأبط منفى" 2001]
* * *
الأشرار أغرقهم الطوفان
منذ عصر السفينة
من نوح …
– لكنهم خرجوا ثانية
فكان نصف الأرض لهم
والنصف الآخر هو البحر [للأخ الغِطريف قاسم الخالدي]
*
وإذا كان الأشرارُ لمْ يصعدوا إلى سفينةِ نوح
وغرقوا في البحرِ
فكيفَ امتلأتِ الأرضُ بهم ثانيةً؟! [عدنان الصائغ؛ من ديوان " تأبط منفى" 2001]
* * *
▪︎ أجلس على دكة وحدتي
متأملا حجم حياتنا
في الكتب ...
- هل هي أكثر عمرا
من حياتنا عند الناس .. ؟ [للأخ الحصيف قاسم الخالدي]
*
حياتُنا؛
التي في الكتبِ
هل /هي /أكثر /حياةً / منّا!؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
▪︎ القصائد في دواويني
بماذا تتحاور ..
وأنا بالبعد عنها غائب.. [للأخ الجواد قاسم الخالدي]
*
الكتبُ التي في غُرْفَتي
بماذا / تتحاورُ
في غيابي [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
العقرب الذي لايلدغ أحدا
سيموت في سمه وحيدا
والعقارب الأخرى
في الضحك عليه .. [للأخ النفَّاح قاسم الخالدي]
*
بسمِّهِ يموتُ
العقربُ الذي
لا يلدغُ أحداً [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
تفل الشمس جدايلها
تنشرها خصلة .. خصلة
على قصائد الصحب ..
وإبدء بتمشيطها ..
هنا قافية ...
هنا .. بحرا ..
هنا ... فرحا [للأخ الفيّاض قاسم الخالدي]
*
نَفُلُّ ضَفائِرَ حلوتِنا – الشمسِ -
ننثرُها..
خُصْلَةً.. خُصْلَةً / للرياحْ
(..) نَراها…
تُمَشِّطُ في صفحةِ الماءِ…
خُصْلَتَها الذهبيةْ
هنا نجمةٌ… سقطتْ من غدائرِها
هنا زهرةٌ… نبتتْ [عدنان الصائغ؛ من ديوان "انتظريني تحت نصب الحرية" 1984]
* * *
فمن أيقظ العصفور من نومه
ارتعاش فرحة الورد
ام ارباك الفاتنة
تحت المطر [للأخ الأشم قاسم الخالدي]
*
مَنْ أيقظَ الوردَ من نومِهِ..؟
الندى..؟
أم يدي..؟
وهي تقطفُ من غُصنِ الوجدِ، نرجسةً [عدنان الصائغ؛ من ديوان "أغنيات على جسر الكوفة" 1986]
* * *
الليالي التي تمر بلا أرق
على سعة روحي من اللانوم
تسقط من الحساب
على أصابعي ويبقى الأرق
وحده في دائرة النوم .. [للأخ الأريحي قاسم الخالدي]
*
الليالي…
التي بلا أرقٍ
أنساها / على سريري
في الصباح [عدنان الصائغ؛ من ديوان "تحت سماء غريبة" 1994]
* * *
أحدق مرات بأصابعي
لم أجد أصابعي كما كانت
جراء العضات مني عليها
من الندم .. [للأخ الألمعي قاسم الخالدي]
*
لمْ تعدْ في يدي
أصابعُ للتلويحِ
لكثرةِ ما عضضتُها
من الندم [عدنان الصائغ؛ من ديوان " تأبط منفى" 2001]
* * *
أين يختبيء النسيم
من شفتيك عند عاصفة
الحب من عينيك عليه... ؟ [للأخ المعطاء قاسم الخالدي]
*
أين يختبيءُ النسيمُ
أثناءَ
العاصفة؟ [عدنان الصائغ؛ من ديوان " و.." 2011]
* * *
وهناك نصوص آخرى،
والخ، والخ، والخ