مقطع من ( مأساة الغابة )
=====///////=======
يا إلهي
ما بين الجدران إلا ضال يهذي
كانوا في ذاك البراح قد سجنوا أنفسهم فيه وحوشا بأجنحة من الشمع ، وركضوا لسراب منتعلين دماء العشب .
لم أكن معهم إذ يضعون أحجارهم فوق جبال الدهشة ،
وبحرقة يبكون خجلا مني .
وأنا كنت معي مندسا بين الجدران ، أطارد عطر ورود الروح - إذ تقرأ أوراد بريء أعدم متهما بالإيمان - وأغص من الضحك ، فتضل خطاي عن درب مطاردتي .
نحو الجدران تجذبني قدماي للنور الطلق الصاعد صوب السقف الأزرق ، وطيور خضر تتنزل من سحب بيضاء ، تلتقط النور ، وتصاعد نحو السقف مغردة ، تتسع الجدران ، وتمتد الأوراد بنار الشوق وعبق المتعة .
تحترق وحوش راكضة ، تساقط أحجار ، وتذوب جبال الدهشة .
وأغص من الضحك ، تغسلني السحب البيضاء ، وتلبسني عطر ورود أيقظها مطر العينين ، فأغفو مبتسما لصراخ المنتعلين دماء العشب ، والعشب ينتصب حبالا من نار تلتهم وحوشا في العتمة ، يشتعل الشمع ، وتهوي أجنحة أهلكها الزهو .
وأنا كنت معي ضالا مندسا بين الجدران .
.................................
أبو لؤي النفيعي - مصر