recent
أخبار ساخنة

- ( المقاهي وصورة الماضي الجميل ) ...قراءة في القسم المخصص لها في مجموعة الشاعر - جبار الكواز - ورقة الحلة -لـحمزة فيصل المردان

- ( المقاهي وصورة الماضي الجميل ) ...
قراءة في القسم المخصص لها في مجموعة الشاعر - جبار الكواز - ورقة الحلة -
لـحمزة فيصل المردان
الجزء الثاني...
* المقاهي وجدت للترويح عن النفس وقضاء أوقات جميلة وللالتقاء بمن تريد التواصل معه والذهاب 
لمشوار ما وربما تكون مكانا للتجمع والانطلاق لمناسبة ما مهمة..كانت كثيرة جدا ومنتشرة إنتشارا رائعا بين أحيائها القديمة التي كونّتها وسابقا كانت تسمى الجبّاويين لكون الحلة تكونت من خمسة أحياء ويقال سبعة وهذه المقاهي تجتذب الناس للحديث عن أمور المعيشة وضنكها وهموم العائلة وربما أمور سياسية ودينية وأيضا لقضاء الوقت الفائض لدى المتقاعدين والكسبة الذين ينتظرون فرصة عمل مُآتية لكسب لقمة العيش لهم ولأسرهم ومن يأتي من أطراف المدينة وبساتينها وحقولها العامرة بألذ وأطيب الثمار والفواكه والخضروات لبيعها في سوق الجملة وأخذ قسط من الراحة قبل العودة إلى البيت ومواصلة ري وتشذيب الحقول والمزارع وجني المحاصيل الأخرى لعرضها في اليوم التالي في سوق الجملة كانت المقاهي هي مقهى ومطعم تقدم فيها أكلات شعبية مثل ( الكباب والتكه والمعلاك ) إضافة إلى الشاي والحامض ولعب الدمينو والشطرنج وربّما لعبة (المحيبس) في ليالي رمضان وهي لعبة شعبية لم تزل تجتذب الناس .. 
ومن هذه المقاهي التي كنّا نرتادها في الجُمَعْ والأعياد
مقهى نجم الدباغ وتقابلها مقهى جواد ، بعد اجتيازك الطريق الرابط بين منطقة جبل الحلة الأثري الجميل ومنطقة التابية التي تنتشر بها مهن كثيرة مثل النجارة وتصليح الطباخات وبيع المواد الإنشائية وما إلى ذلك وتجمع أصحاب العربات (والربلات ) التي تعد وسيلة تنقل بين الأحياء وأطراف المدينة وبساتينها 
 طبعا يعتمد أصحابها على الخيل القوية في سحبها وأنت تاخذ طريقك صعودا إلى حيث شط الحلة، لقلّة وجود السيارات أو إنعدامها لدى العامة فقط هي موجودة لدى الأغنياء وكان هنالك باص خشبي لعامة الناس يسمى (دك النجف ) وهو من الخشب وكأنه تحفة نادرة وأيضا يستعمل وسيلة نقل بين المحافظات القريبة والبعيدة ، تصادفك عشرات المقاهي في السوق المسقوف وفي الأزقة و(الدرابين ) الضيقة...
سنأتي إلى ذكر أغلبها وحسب ما ذكره الشاعر - جبار الكواز- في مجموعته المهمة - ( ورقة الحلة ) -
- المقاهي ...
، مقهى برهان
، مقهى السدير
، مقهى حمود هجول
، مقهى أبو ثامر
، مقهى حاج عبد
يقول في المقاهي ( هل تلتقي المقاهي وتتبادل أنخاب العشاق ؟/ هل تذكر ما يجري على تخومها العجيبة ؟/ في الحلة : مابين مقهى ومقهى مقهى : 
١- مقهى مردان ومقهى ناصر
٢ - مقهى ملوكي ومقهى رسومي
٣ - مقهى حسوني ومقهى عبيد
٤ - مقهى سعيد ومقهى جليل
٥ - مقهى ليلو
٦ - مقهى حليم
ناتي إلى النص الخاص ب (مقهى ابو ثامر)
حيث يقول فيه ( ...تدور المقاهي عليه...)
* لكون صاحب المقهى شخصية مميزة ومحبوبة
يقدره الجميع لأسلوبه السلس والجميل بالتعامل مع الآخرين وهم رواد مقاههُ الذي يعد علامة فارقة فهو مقابل إعدادية الحلة وهذه الإعدادية تخرج منها أساتذة في شتى صنوف المعرفة ،
وأطباء عباقرة خدموا بابل ومركزها الحلة وبعضهم هاجر إلى دول أوربية وعربية وأستقر فيها
ويكمل (...عباءته فرط نجوم
وكوفيته مصيدة للفراغ
عقاله انشوطة درب الفحامين...)...
* شخصية كأبو ثامر يصفها الشاعر الذي عرفه عن كثب يرتدي العقال والكوفية وهما ليست ملابس اعتيادية يرتديها أهل الارياف وبعض سكان المدينة في المناسبات المهمة ولكونه صاحب مقهى يرتادها أشخاص من مشارب شتى وجب عليه أن يكون جميل الهيئة والمنظر ليتطابق عمله من شكله وهذه من متطلبات المهنة ذو لسان جميل يرحب بالجميع من مسافة واحدة
(في أقصى الساحة
شعراء مرد وحشاشون بلا اغطية
شرطة يتناسلون كفئران الصحراء
وقصائد لا تعرف معنى الشعر)...
* يرتاد مقهاه شعراء من أطراف المدينة ، وشرطة بكافة الرتب كون مديرية شرطة بابل قريبة جدا من مقهاه ويحدث النقاش على القصائد ولو لمجموعة مصغرة من المستمعين 
ويكمل
( ...الفيزياء باضت تفاحة نيوتن
الكيمياء طلاسم لا تنفع في تكثير النسل
والاحياء ضفادع لازال نقيقها يوقظ في الاذن احلام اليقظة..)...
* وكذلك رواده كل مدرسي المواد الفيزياء والأحياء والكيمياء ممّا أكسبه ثقافة كبيرة وهي علمية وأدبية استفاد منها في عمله الذي أحبه وعلى هذا الحبّ أحبّه رواده ولم يزل يذكره الجميع بعد أن تحوّل
المحل الذي كانت فيه المقهى إلى مهنة أُخرى بعد موته رحمة الله عليه
google-playkhamsatmostaqltradent