هدأَ العُبابُ فلا زعازعَ أو ضباب
لا شيءَ غيرُ عراءِ زرقتهِ الوئيده
فرآه راعٍ يستحثُّ معيزهُ فوقَ الهضاب
فتشوّقَ الأفقَ القصيَّ وصيحةَ الطير البعيده
***
فجرى يبكّرُ بالقطيعِ الى المدينه
وبلا انتظارٍ بيعَ، واستوفى بهِ تمراً وتينا
وقبيل ضوء الفجرِ أثقلَ من حمولته السفينه
في الريحِ تُرخي من حبالِ الرحْلِ هينمةً ولِينا
***
واغبرَّ بالغيمِ الجَهامِ الأفقُ وجهاً واكفهرّا
وهوت يدُ النكباءِ بالصاري انتهابا
فارتاعَ يُلقي بالبضاعةِ كلها ليخفَّ ظهرا
ونجا وحيداً بالحشاشةِ، يرمق البحرَ ارتعابا
***
مَرّوا بهِ يوماً فقالوا: (البحر ساجٍ يا أمين!)
قال: (اشتياقاً فاضحاً منهُ إلى تمرٍ وتين)