العمر بساط من زجاج
تكسّر تحت أقدامنا
لم أقطعه كالعدائين
وحتى هذه السقطة
أنا أُجرِّب خطوتين من أجل واحدة
....
كانت السنوات الأولى مغلقة
لأعمال ترميم في العلاقات العائلية
وكان أبي ينظف عقده الأخير بزيادة الصلوات
استعداداً لرحلته الأخيرة
....
كنت أظن القبر مركبة فضائية
....
في السنة الخامسة
وضعت الحرب أقدامها
لكن، على رأسي
ثم وقفتْ كتماثيل القادة شامخة
كالقادة أنفسهم صماء لا تسمع نحيبي
ومذ ذلك اليوم صرت أحملها صليباً وشاهداً ونذيراً
....
لا أحد يهتم لعمري
هذا القزم الذي سيكبر ولكنه لا يطول
وعلى هذا أضفت زجاج المرايا لعمري أهشمه
...
لم أمت بعد
خلعت طفولتي في سوق وراء المدرسة
اكتشفت أن الكتب تصلح أحذية وإن كانت لا تلمع
ربطتها جيدا للهرولة
في أول المضمار سحقتني خيول الملائكة
لكنني واصلت قفزا كبعض الكناغر التي رأيتها تمر بجانبي
....
أدهشتني عارضة كبيرة:
عمرك على ارتفاع حلم واحد / اخفض رأسك
عارضة أخرى: خفف السرعة أمامك تفتيش
ضباط من نار... منكر ونكير..
قف.. عيناك تلتهمان النساء
لا أفهم
قف.. إنك تخرق قوانين الأحلام
ماذا؟
قف.. قف.. قف..
وقفت طويلاً كالحرب
.....
أخبروني بأنني قد بلغت سن البلوغ
حينما أطلقت تلك السوائل السخيفة سرا
كنت أراقب امرأة من باب مفتوح
كأنني أبصق لأول مرة ليس بوجه أحد ولم أكن غاضبا
كنت ساخنا كالجمر
....
قطعت عشرة سنوات أخرى
بنقاط التفتيش
وعارضات الارتفاع
وإرشادات السرعة
مع أن السرعة لا يفضلها أحد
لكني شهدت الكثير من الحوادث
....
وصلت إلى النساء
....
النساء!
ليتهن فواكه
التفتيش حرمني من إحداهن
ضبطوها معي بالحب المشهود
قتلوني لولا أنني أطلقت لحيتي وتبرعت لمسجدين
هكذا ثم قطفت امرأة أخرى
سقطتْ غدرا في عامي السادس والعشرين
أخذتُ درسا في الجوع فملأت قلبي بنساء كثيرات
لم أعلم أن القلب يتعفن بهذه الطريقة
إنهن يرمين الأوساخ في باحته!
غسلته بواحدة رحلت قبل عام تقريبا!
كانت تظن أنها عاملة خدمة
قامت بواجبها ورحلت!!!
....
اليوم
أنا أشعل سيجارا في الليل
ألوح بها لحياتي
هل أكلنا كل زجاج العمر
ليفتشوا عن الماس في جيوبنا كخطايا؟!
قيل لي أنت الآن بالغ
ولم أعرف أنهم يقصدون أنني مذنب!!