______________
إلى أين أمضي وكل الجهات تغتال عيني
إلى أين امضي وكل البيوت مقابر والشوارع سكاكين
تتحجر الطيور وتأفل الورود
أغصانها بنادق تطارد هيكلي العظمي اليافع
الذي يدفعني للغواية
الزمن يتجمد وللريح سياط
قلبي العاشق يناديك
لا رجال في قبيلتي وأنت سراب
في غيابك اتنفس الجحيم
تغويني النار وأفتح أزرارها
يشاطرني اللهيب تفحم أنفاسي
أردت أن أكون معك
بكامل انهياري بكامل حماقتي
حملتني زوبعة الحزن إلى شواطئك البراقة
توقد القناديل من دمعي
أنا اتبخر كلما مسني الغياب
وقلبي بركان اصابته لعنة الصراخ
بين اللحظة والأخرى ينتابني الجنون
اسكب النبيذ فوق صورتك
وأراقب توهجك في الظلام
ينهض ظلك من جفني الغافي
حاملا فانوسا وينصهر دمعي...
اغطس عميقا في روحي وداعب قيثارتي البكماء
ضع جمرك في كهفي سيبكي الشيطان بمرارة
اقطع أنفاسي بسيف ثغرك
وحين نأفل ينهمر الموت
فوق أرواحنا كالطحالب السوداء
بقايا ضباب أو أقداح كرستالية
تطفح بالخمر أرواحنا الخاوية
نغوص في النشوة بلا خوف من الآلهة
البرابرة يطاردون عطري
تتسابق النسوة على قطع غصني من شجرة القبيلة... سقطت عارية بلا اسم بلا شرف
أرسلت إلى الرب رسائل كثيرة
وبعثرتها العاصفة في كل الجهات
وبانت أكاذيب البوصلة لم أعثر على خطاك
استلهمت من الرب القلق
وكنت حذرة في ترتيل آياته
الفزع والحماقة ترسانة الحيارى
المتشظين في حروب الآلهة
ساومني الليل على أغصان الفجر المتفرعة في هامتي تبرق روحك كما الرعد
إلى أين أمضي..
وكل الطرق تهرع خلفي
ورجال القبيلة تمتطي الريح وتقلب الاتجاهات
بحثا عن خلخالي..
متمردة على الدماء الندية فوق السيوف
على شيخ القبيلة المخصي
على النسوة النائحات تحت القباب الفضية
لم أرى ظلا للتنين الشقي..
عائدة إلى البيت بصحبة الأزهار
أسخر من ظلي الموشوم على الجدار
تفرقع ذاكرتي وتعيدني سهوا إلى لحظة الغياب
كم أكره ملوك سلالتي
إنهم يطاردون ظلالنا ويضاجعوننا
حتى يسيل لعاب الفجر
حقا أشعر بالنبالة فأنا آخر النساء المتمردات
التي قتلت شيخ القبيلة بعد مضاجعته لعطري
في مقلع للحجارة تحت الشمس الحارقة
سمعت الرب يغني
أيتها الأرواح اهرعي
وانثري فوق الدروب عبق الورد
يا للدهشة من الصعب أن ترسم الألم
الذي يملأ داخلي مرآتي الزمردية
أخشى أن تنسى بوح وجهك