أيُّ القضماتِ أكثرُ عُمقًا
سأسوقُ الفتيةَ إليها ليملأوا الفراغَ
يا لفصاحةِ أسنانِ العربِ
وعُهر ضمائرِ حُكام العراقِ
يا لـلأرضِ المَعروبةِ جرًّا
يا للـقهرِ المرفوعِ بتوقيعِ قيء الكهنةِ
هذهِ الحفرةُ
فخٌ تنصبهُ الحداثةُ وعتاقة الجوعِ
هذا الفخُ
وجعٌ يتناسلُ مُذ كانت السلطةُ
فاتحةً فخذيّها لذكورةِ القتلِ
وتتأوهُ لمُداعبةِ الأصابِع
وتقذفُ شهوتَها على رؤوسِ الأموالِ المسرُوقةِ
هذا المُتشرد
ينظرُ بوضوحٍ من ثقبِ النعلِ
إلى رثاثةِ الحُلم المُتوفرِ بلا خِياراتٍ
إلى أغاني الآلهةِ
موسيقى السلاطين
نعومةِ أجسادِ الخليلاتِ تحتَ الشراشفِ
ينظرُ برغبةٍ جامحةٍ
لدسِّ رغبتهِ فِي الثُقبِ ليختارَ بوضوحٍ
أربابًا للبيتِ
ينظرُ بتمعنٍ
إلى اختيار فِكرةٍ جميلةٍ للصباحِ
كلُّ الأزقةِ المؤديةِ إلى العرش
تتزاحمُ فيها أزهارُ الخريفِ العربي
بلا بتلاتٍ
تلوِّحُ العباءاتُ السودُ
إلى موكبِ الشحاذِ قبلَ الإمارةِ
أي هذا
أ ـي ه-ذا
تلكَ الليلةُ الحمراءُ وأنتَ تَلِجُ الثقبَ
لم تدفع تكاليفَ شحنِ الذكرياتِ المُوجعة للنفِي
لم تفِ
بحقِ الجوعةِ الأخيرة المُسجلة على ذمةِ الأواني المُتشظيةِ
لم تتذكر
لم - لم - لم
تُغني مُنذُ زمنٍ للصغارِ قبلَ أنْ تبتلعَهُم الغصةُ
أيُّ قضمةٍ تقطِفُها
مِن شجرةِ الزيتونِ العربية
أيُّ الشوارعِ تحتفِلُ ببدايةِ حضارتِها مُنذ السبي الأولِ
أيُّ سرقةٍ
تسوقُ الجزعَ إلى الثورةِ
رُغمَ الليلِ الرديئةِ غفواتهُ
تواصلُ ثقوبُ النعلِ في أرجاءِ الوطنِ العربي سباقاتِها
نحو الثورةِ والكرسي المحفوفِ بالأرغفةِ
نحو الثورةِ والموتِ المُحمَص على أفئدةِ الأُمهات
نحو الشمسِ المُوغلةِ خيوطها فِي النهرِ الباردِ
أينَ يثملُ الثائرونَ إنْ نضبتْ الهتافات
أينَ ترقصُ العاهراتُ إنْ شابَ الملهى
أينَ ينبتُ البستانُ إنْ نمتْ التجاعيدُ في يَد أبي
أينَ ينامُ الجُندي إنْ استنصرهُ الوطنُ
كوميديا الخشبة يفضحُها ظِلُّ الستائرِ
ضحكةُ المسرحي تلجِمُها الشفاهُ
أيُّها الجنونُ اللذيذُ
ألقي بدلوِك إلى عُمقِ الجذوةِ
واخترنِي لأُصلي الليلَ كلَّهُ
لقنينةِ أوكسجينٍ مفقودةٍ
أُعبِّئ نُطفَتَها فِي رئةِ مُصابٍ بالـ كورونا
/ العراق - بابل - قرية المعيميرة