recent
أخبار ساخنة

احاديث الصباح - رحمة بن مدربل - نص سردي- الجزائر

"أحاديث الصباح " 
أرشيف مكرر ـــــــ 2016 .

صرتُ أعرفُ، كيف يُصبح القلبُ خفيفًا كريشةٍ ، و ثقيلاً كمرساةٍ عملاقةٍ ، تَغرق في بحر اللهفة، و الآن فقط، خَبرتُ شعور الغارقين حدَّ الثمالةِ في الشوق والحنينِ، و هوس الذكريات

 ها قد جاءتْ أخيرًا سكرةُ الحب، موتُه الحيُّ ، أنواره التي تُعمِي، ألامه المدهشة ، جاء كلُّ شيءٍ كما لم يجئ ...
باغتني الحضور والغيابُ، أربكني البعدُ والقربُ ...
 صرتُ أقرأ نفسي بلا حاجةٍ الى النظر، بل بالعمى الأوحد، صرتُ أنظرُ الى الأمور و أعرفها 

 اليوم فقط نظرتُ مبتسمةً الى وجهي في المرآة . 
على خلافِ عادتي، أنا في الواقع لا أحبُ المرايا، إلا لغرضين : أن أبكي قبالتها، فأنظرُ إليَّ من دون أن أنظرُ، أو أجلسَ طويلاً أحوار أنايَ ... ألومها، يُكلمها ضميري يقسو عليها دائمًا وتُذعن هي لسلطة العقل، أهمشُ قلبي ، ويضمر في البلور الفضي ... أواجهني بالضعف ، فأقهره بقوة، و أُلزمه الحجة في أن يسكتَ، يسكن، يتوقف عن الغليان بلا نتيجة.  

صرتُ الآن بلا حاجةٍ الى فعل ذلك تصدرُ عني الأفعال بلا تخطيط ، مازال يوخزني ضميري بشوكةِ الخجل، لكن عزائي هو أنني أدينُ بدين المحبة التي لا تتكلفُ، لا تكذبُ، لا ترغبُ في شهوةٍ زائلة، ولا ملكيةٍ قبيحة، روحي الآن حافلةٌ بالحبِ، بالصدق ، بالتخفي خشية الغرق بوحًا.

لا ذنب لي ان أحببتُ الإنسان و قدسته ، و لامسني حرُّ إحتراق القلب توقًا، و صرتُ أقدس اللحظات في سري، و أتوه جدًا في الهوى، أتوحدُ بالكلمات و أتدثرُ برداء السماء، الذي بقدر نجومه، أحبُّ، و أتذكرُ ...
 هي بعضٌ من ذكرياتي التي كنتُ أقول أنها لن تحدثَ، عشتها كاملةً في الخيال، وبعدها لمَ تحقق بعض منها ، بصدقٍ، أصابني الخبال و الذهول و الأنين الطاغي، على شكل عناقٍ طفولي و ضحكةٍ مجلجلة .
 
الآن، صار بوسعي أن أموتَ راضيةً، عرفتُ أصدق شيء في الوجود، أن تفرحَ لفرح الآخر الذي ماهو إلا أنتَ ،أن تذوبَ في بسمته كفص ملحٍ، كبلورات سكر !

الآن فقط ... صار بوسعي أن أمضي في الحياة لا أخشى شيئًا، حتى الموت، فأنا حيةٌ فيك وبك أيها الشعور الراقي ، أيتها المحبة الصِرفة  الحَقَّة .

رحمة بن مدربل ــــ 2016 .
google-playkhamsatmostaqltradent