recent
أخبار ساخنة

اختزال الحكاية عند اتساع الرؤيا • عبد السادة البصريقراءة في بعض نصوص الشاعرة ( زينب كاظم البياتي )

اختزال الحكاية عند اتساع الرؤيا 
• عبد السادة البصري
قراءة في بعض نصوص الشاعرة ( زينب كاظم البياتي )

 حين تتسع دوائر رؤياك ، تأخذ حكاياتك باختزال الكلام ، كي توصل قصّتها ماتريد بأقل الحروف !!
هذا ما تريد طرحه الشاعرة ( زينب كاظم البياتي ) من خلال بوحها الشفيف والمتواتر الكلمات الكلمات والمعنى ، حيث تقف على عتبة الكتابة لتقول :ــ
( أراهن على كفتّي الراجحة 
أو أخطب بجمهوري الكث 
لأفوز نهاية المطاف
أنا أبسط من ذلك
بفرسخين وفردوس ..!! )
هنا تجرك على الوقوف قليلا لتتأمل ما تريد 
من مراهنتها , وخطاباتها التي ترجّح كفّتها حتما,
لكنّها مطمئّنة وواثقة من فوزها دائما ,
كونها لن تدّخر أيّ شئ مقابل فوزها , بل أنها تعلن عن نصف جنونها !.
((سأعلن لكم نصف جنوني 
واعترف بسر قديم لا يعرفه إلاّ أنا والرب))
بعد ذلك تؤكد أنها خالية من العقد والأوهام بفضل إتّباعها طقوساً خاصة ! .
((يجب أن يكون للمطر طقوساً 
مثلا ! 
أن نخفّف من ملابسنا الثقيلة لنقفز جيدا 
ونمسك بتلك اللحظة))  
وتظل تعدّد طقوسها هذه لتصل إلى ! 
((ورغم كل هذا العزف والإيقاع 
اسمع قلبي يقول
أنا محتاجة جدا لميناء سلام ))
لتؤشر لنا وحدتها التي ما انفكت تصنع منها الحكايات برؤى مختلفة هنا وهناك , إذ نجدها في نص آخر منحته ثريّا نص هو ( جرّ الحبل ) ونحن نعرف ما هي هذه اللعبة، التي لعبناها صغارا ونلعبها كبارا في أمورنا الحياتية ,حيث الحياة والمعيشة والعلاقات الأخرى وما يضمّه المجتمع من أشكال وألوان ورؤى تأخذ في تيارها يمينا وشمالا , وكأنها اللعبة ذاتها ,
((أين تهرب تلك العظام 
حين نغنّي للشمس 
تبتل العروق 
تنبت زهرة 
المدن تطريز عابر ))
في هذا النص تتنوع حكاياتها وتأخذ مسارات متعددة الوجوه , كذلك تطرح الشاعرة أموراً تدور في فلك حياتنا جميعا لتعطينا مثلا صادقا في حياتنا ! .
(( المصبغة اصدق الوثائق 
على انتهاك الألوان ))
بعدها تؤكد أن ضريبة الحياة بكل حلوها ومرها هي !. 

((فقد الأحبة
ضريبة بالأبيض والأسود ))
ثم تعلن أن الجر سيضعف لعبتنا مع هذه الحياة وما علينا سوى مسك الحبل بقوة كي لا يتمزّق كل رباط معها .
وفي نص (( ثورة النمل )) الذي كتبته بأسلوب حكائي سردي واضح جدا وبطريقة الحكي بألسنة الحيوانات 
((على مأدبة الجوع 
اجتمع فريق من النمل 
قال رئيسهم ! . 
سمعت أن هناك عددا كبيرا من قبور طازجة !!)) 
والتي تؤشر فيه إلى انتفاضة تشرين الرائعة حين سطّر الشباب أروع ملاحم الانتماء الحقيقي للوطن , والدعوة إلى التخلص من الفساد والفاسدين وبناء كل شئ خرب .
وقدموا القرابين التي تلألأت نجوما وكواكب في سماوات الشهادة معلنة أن الوطن لا يسترد حريّتة وكرامتة وسعادته إلاّ بالتضحيات لتختم نصها ب :- 
((ردّد كبيرهم ! . 
إنهم الشهداء
أتعرفون ما معنى شهداء 
كيف لنا أن نأكل أجساداً حيةً 
قتلت برصاص حي ،،
هتفوا جميعا :ــ
الرصاص ميّت والشهيد حي!! ))
 إنها صرخت بوجه كل رصاصة غادرة .
تقول لمطلقها أنت الميّت مع رصاصك هذا ,وسيبقى الشهيد نجما يتلألأ في سمائنا مادامت هناك رؤى أخرى وحكايات أكثر !! 
زينب كاظم البياتي تكتب الشعر بطريقة السرد المزركش بالرؤى والحكايات , وتكثف رؤاها عبر جمل تمنحنا الدهشة دائما !.
google-playkhamsatmostaqltradent