recent
أخبار ساخنة

( حميد حسن جعفر ) ( مدينة على مرمى اتحاد أدباء من بغداد )

( حميد حسن جعفر )  
( مدينة على مرمى اتحاد أدباء من بغداد )

  سادخل المدينة --تلك التي على مبعدة اتحاد أدباء عن بغداد --سادخلها كأي حافلة عمومية غير مثيرة للجدل، أو الشبهات، لن اقلق راحة الجند، 
أحاول أن ابتعد عن مواقع التصوير، وبملامح قد تكون مبرأة من الشكوك، التي تقول: ان البندقية التي احملها تعود ملكيتها لشاعر من ديالى اسمه علي فرحان،  
وأن اللقالق التي تحلق فوق الجامع الكبير مرسلة من كنيسة أم الأحزان إلى عمر الدليمي، 
ربما سيبتسم أمر المفرزة في أول الأمر، وربما يعرض علي الضيافة، 
سأقول له :أن طيور الزاجل التي تطير في أثر الحافلة الآن هي للدكتور علي متعب جاسم، 
وأن الأحمر كالياقوت، والأصفر الذهبي لصديقي الكردي، 
والهيكل الحديدي الذي يشبه مدفعا عيار 106 ملم ساعيده إلى واسط، إنه من بقايا وحدة المدفعية التي جرفتها مياه الكلال في معارك زرباطيا عام 1983، 
سادخل البلاد تلك ملوحا بآخر أغلفة مجلة تامرا،
ما اعتقده أن أمير الحلاج سيكون كفيلي حين أدخل --ربما --التحقيقات كمشتبه به، 
عندما أسأل عن البندقية ثانية اقول :أنها جوقة من طيور الجنة اتخذت شكل نهر له اخمص، و ماسورة، 
رصاصاته الفيضانات، 
و قتلاه الغرقى، 
ولكن ما الذي أقوله بحق المدفع النمساوي، 
هل سيقتنع المحقق أن هذا مجرد قداحة رونسن وعلبة دخان، وليس كما يراه هيكلا لمدفع مهمل، 
وما الأحمر والذهبي إلا أشجار عنب و اجاص ،و تفاح، على شكل زجاج ذائب يفور في كأس على منضدة في غرفة ضيوف، 
سادخل المدينة هابطا من عل، لا بوابة تفتيش في الأمر، كأي غيمة تحاول أن تلتقط حبة القمح من بين يدي منيب العبيدي، 
كأي عاصفة يستضيفها الهيزاعي يوسف حسين، 
لن أمر بقزانية كما في عام 1982، 
سأترك على هوائي الخشن شيئا من بساتين بهرز، و احاديث سكارى شهربان، ليتاكد أفراد المفرزة من محاولاتي في صناعة ما بعد الحرب، 
البلاد التي تنتظرني لن ادخلها خلسة، كما اللصوص أو الغزاة، 
وما المحارب الذي يقف بمحاذاة عربتي العاطلة سوى مجموعة بلابل استهدفها الانفجار الأخير، 
ها أنها ترافقني لتشهد تزهير أشجار خليل المعاضيدي، 

حميد حسن جعفر / واسط / 18 / 6 / 2018

google-playkhamsatmostaqltradent