هيثم جبار عباس
ما كنتُ اعلمُ أنّ الفتاةَ
التي وهبتُها ثلاثَ ليالٍ قلبية
ونهارا جسديا بكاملِ انوثتِهِ المفعمة
أنها كانت تستحيلُ القلبَ قيثارا للعزف
ولا تشعرُ بأوجاع قيثارةٍ مهملة
.........
ما كنتُ اعلمُ أنّها اميةٌ في الحب
فلا تجيدُ قراءةَ الدموع
ولا تحفظُ التأوهاتِ عن ظهرِ قلب
وسرعانَ ما تنسى انصهارَ العناق
.........
بل انها لا تُجيدُ قراءةَ جرحٍ واحد
ولا تعرفُ كيف تروصُ وحوشَ البعد
وآفاتِ الفراق
...........
إنها لا تصلحُ ان تكونَ حتى ربةِ قلقٍ
في قفصٍ يعجُ بالوردِ والرمانِ والعنب
ولا يخلو من موجِهِ الرملي
حين يترنحُ موجةً موجة
..........
فهي لا تجيدُ طهيَ المسراتِ لرجلٍ شرقي
ولا خلطَ القُبلِ في كؤوسِ اللقاء
ولا غسلَ الهموم
ولا تعليقَ الملابسات
على حبلِ النسيان
فوقَ سطحِ الروحِ
..........
ولا تعرفُ كيف تُخفي التباساتِنا
الداخليةِ عن عيونِ الجيران
...........
ولا تعرفُ ان تُهدأَ اطفالَنا
الذين راحوا ضحيةَ نزوةٍ وهم يصرخون
في المناديل الورقية
...........
فهي لا تشاطرُ العصافيرَ
بتراتيل الصباح
ولا عندَ الظهيرةِ تُصلي صلاةَ الشجر
.......
بل هي لا تجيدُ حتى تخديرِ النوم
على فراشٍ هادئ
فلطالما شربتْه اسودَ
بلا سهرٍ
.......
هي لا تصلحُ الا للحلم.