يمسك بخصري وَيلفّني كالدُخان،
القُبَل تنفذ عبر مَساماتي كالشرارة
وأَنا امرأة تهابها المَرايا،
روحي تَهربُ كالبخور وتعتنق أنفاسك.
يدهشني عَرَّاب الموتى الدَميم
كيفَ يغوي الموتى بصوته البشع؟
حَيثُ يَستلقون في طين بارد
والغُبار يَنتفضُ
إِن أَيقَظتهُ يَبوح بوجوههم المُترهّلة.
يالوَحدتي. يالوَحشتي
يالوقاحة الزَمن. كيف لم تصل اليك رسائلي؟
وَساعي البَريد الخَشبي مازال يَحترقُ،
أَشْتعلت الخَرائط مُنذ موتي،
ولادة شَقية، وَموت أَنيق.
أشْعرُ انَّني أقاتلُ مُنذ ولادتي
فَوق جَبْهة مِن جَليد،
تتجمَّدُ أَنفاسي
وَملاك الموت يَحْشو جَسدي بالقنابل الفولاذية،
لا أجرؤ أن أبكي أَو أضْحَك
أَمام دَمْعي
يالوحدتي.
بضْعَة رهْبان يَحملون نَعشي
تجلدني صلواتهم الكاذبة،
حفنَة مِن المُشيّعين يُوقظ صراخهم الموتى
آهٍ، يا للمقابر الندية، كَم تشْبهين روحي،
تفْزَعُ المُدن وَتهْرب الأضواء والليل يَختبىء بالفراغ،
أقدام الضَوء الهاربة تُوقظ رُوحي المَرْهونة بالجَريان نَحوكَ
أَيّها المسافر البَعيد.
دَع النجوم تجْهض أمنياتك
وَضوء الشَمس يَحْملك لي
سَلِّم للهَواء أَنفاسك،
في عزْلتي العَميقة أَنا مُسْتعدَّة للطَيران
جَسدي يومض وَيومض،
احضنني حتَّى وإِن كُنت طَيفاً
حتى وإِن كُنت شَبَحا
احضنني أَنا مُستعدة للطَيران
دَعنا نسْكبُ الأَغاني في حانَة القبور
وَنغوي الغُراب، فَعرَّاب القبور ضَرير
يتبع رائحة جسدي في الهواء الشفَّاف
يدفنُ القَدر وجوهنا كَطابع بَريدي
ليشهد على عشْقنا الرَبّ والقيامَة،
دَعني أَرْتشفُ رضابك
فأَنت كأَسي المُفضَّلة
أَنتَ ذنبي، خَمْري المُعتَّق
الذي ارداني قتيلة في الثمالة
،نم بقربي الغيوم زمردية
الهواء أَزرق
وأَنفاسنا كَصوْت الأجراس
تَصْدَحُ بَعيداً عَن أَجْسادنا
تُضاجعني وَأَزهدُ بوَجْهكَ
يالؤلؤي المنثور، خَيزرانك يقفُ عالياً
وَغمام جَسَدي يترنَّحُ
قبلاتنا كالعصافير اللامرئية
وَبينَ أَفخاذي شَلال هابط
نتأَوهُ مَعاً وأنادي قلبكَ الخاوي
وأَنا كالزوبعة أَدورُ حَولكَ.
ظلال مُتحرّكة تفزع المَوتى
يطارد الغراب انعكاساتنا المتموجة،
جَبلي المُحَطَّم يُطقْطقُ،
فَرسَك منُهكة
نَشوتنا تملأُ العالم.
زَهرَة غَريبة تكوَّنت ها هُنا
نكْهَة المَوت أن نسْتعدّ للقيامة.