صوت المطر
يغلق كل سكون الليل
بين الهمهمة وأختها
لفحة برق
تكشف أن الكون صغير جدآ
جدآ في عين الله
وأنا
محبوس بين الجدران
يقتلني هذا الأدمان
مع كل قصفة رعد
أذكر أمي.
ليتني معها
الأن
أه...
لم أشبع من تفاصيلها
سرق هذا الوطن (.المذبوح)
كل السواد برأسي
لتنير على مفرقي أقمار الشيب
لكني لازلت طفلآ يا أمي
لازلت العب بيني وبين روحي بالمراجيح
وأعملُ جملآ من طين
وزورقآ من ورق
لازلت لم أكبرُ
مع كل أمرأة التقي بها بين زحام القصائد
أرجعُ طفلآ
يا أمي
ضميني
نسيني
كل وجع الوطن المذبوح
هذا السارق
الذي سرق
كل شباب الحي
أه يا ربي
كيف لهذا المطر الموسوم
بغيض
أن لا يأتي
فوق بيوت الطين
كي لا تسقط
كيف لهذا....
لهذا النفس المركون بزوايا الروح بأن يخرج من بين مخاض التعب والوجع
كيف يا أمي
لاتُقطعُ شفتي ببرِد الصبر
دون أن تنساب من بين الجفون دمعة
الف كيفَ وكيف
أه.. يا أمي
كيف لحضنك أن يخضر بروحي
لتزهر أملآ
كيف لحضنك أن يختصر كل مسافات الشوق بروحي
أن ينتزع الأه
لأعود إلى ذاتي
وأنا المجنون
نصب الحرية يا أمي كان كراكاتيرآ
والأمة لا تنجب الا وجعآ
يخرج من بين الطرقات
يمتزج بحبات المطر العطشى
تربو الأرض وتهتز
فتنبت في كل زقاق تابوت
يا أمي
يا أمي
ياذات الستين ربيعآ
لم يأتيك خريف العمر قليلآ
الا بفراقي
وتجاعيدك
تشبه خريطة
عشقي
فخريطة وطني المذبوح
لا تشبه شيئآ اطلاقآ
يا أجمل أم في الدنيا
أريحيني
من هذا الحزن
وهذا الليل
وهذا المطر
وهذا الوطن المجبول على قتل الأولاد