بعد القراءة الثانية لقصيدة( لأغنية الجر أغنّي )
للشاعر الحسين بن خليل ، يجد القارئ مجسّاتِهُ أكثرَ صلابةََ و رشاقةََ وهو يسيح بين حفريات شاعر يُقَشّرُ بأدواته الشِعرية الصخور ، و يزيح التراب عن مسكونات( الزمكان ) وأورامهما الخبيثة ، المطمورة في كهوف حيواتنا ، وبين ركاماتِها اللابِدَةِ في العمق ٠٠ ،
( ليسوق الفتية اليها ٠٠ ) ،
( ليغسلوا عِهرَ ضمائر حكّام ٠٠ ) ،
في العراق العريق بعراكِهِ ، وحروبه، وضحاياه ، وخساراته، ، وهو / الشاعر/ ازاءَ ( هذه الحفرة/ فخّ تنصبه الحداثة و عتاقة الجوع/ ٠٠ وجع يتناسل مذ كانت السلطة/ فاتحةََ فخذيها لذكورة القتل ) !
يواصل النص تكشيف و فضح الموجودات، وتمزيق اغطيتها _ البالية _ باليات الحداثة و عقلها الناظر بوضوح الى( رثاثة الحلم المتوفر بلا خيارات ) !
الى: اغاني الالهة
الى : موسيقى السلاطين
الى : نعومة اجساد الخليلات ٠٠ الى الى الى
:
والشاعر يفرك الصّدَأَ عن شذرات افكارهِ ، وعن موجعات همومه ، كما يفعل الصائغ، ليقارنَ و يُوائمَ بعضها مع البعض الاخر ، لبلاغة جمالِِ تارةََ ،
أو لارسال معنى تارة اخرى، او لمحاورة( اخَرَهُ ) و متلقيه، واستفزازه ، واختبار الشراكة الثقافية و الانسانية بينهما ٠،
فنجد بطله( هذا المتشرّد / ينظر بتمعّن/ الى اختيار فكرة جميلة للصباح ٠٠
بالرغم من يأسه من( ايّ قضمةِِ تقضمها ٠٠ من شجرة الزيتون العربية ٠٠٠ و الثورة و الموت المحمّص على افئدة الامهات ) ،
وحتى تساؤلاته الشائكة ب( أينَ ) حدَّ مخاطبة الجنون:
( ايها الجنون اللذيذ/ اخترني لأصلي الليل كلّه/ لقنينة اوكسجين مفقودة/ اعبّيء نطفتها في رئةِ مصابِِ بال( كورونا ) )
نحيي الشاعر ٠
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ياسر العطية
العراق
7/12/2020