لا تسألوني
لماذا
أدوّن وصايا الوردِ
على صناديق الرصاص ؟
أخلعُ ما ترنّحَ من جسدي
أحرِجُ طيشَ نديمي
المتخَمَ من رزِّ الأساطير
أصفقُ دقيق العمرِ
بطبقٍ من خوص
أباركُ غريزة الحناء..
أعجنها برحيق نخلتي
أنثرها ثواباً
حينما تمرُّ يا عراق
أقصّ بعضا من جرأتي
بعضا من ضيمِ القميص
أشعِله مع كفِّ حرملٍ
و أتلو دعاء جدتي ( نوفة)
في كل فجرٍ
استنطقُ اسمك من لهَاةِ الجُرْحِ
من أنين الصّقور
أمتحنُ حروفِك في مَدرَسَةِ الشّهيق
فتضيق رئتي
أسمعُ صرير أضلعي
لأنّك
أكبرُ من سليقةِ التَّنفس
أصدقُ حسرةٍ في سلم التنهّد
فخذني ..
خذني إليك
شذرةً أغري كهولة القصائد
وبخل السيوف
أقيسُ قامتي في دخول العام
فيشحُّ ثوبَ أمسي
أستتر بأوصال هويتي
أطاولهم بك يا عراق
يا طول المدى المكظوم
في قواميس الشفق المتعبة
من عثرات التنقيط
تقف هناك ..
يومَ لا ظلَّ إلا أنت
هنا تسمعُ هتاف الغيب
من مذياع العرش
ممنوع المرور
ممنوع التصوير
منطقة عسكرية