recent
أخبار ساخنة

علي وجيه / بيروت/الموسوعة العراقية الكبرى

 بيوت



ليس لي بيتٌ لأعود إليه.

كبرتُ على بيتِ أبي

وبيتي الصغير أضعتُهُ 

بعد أن خُدِشت شمعداناتُهُ النادرة

وأطفأت الريحُ شمعاتِها.

ما جدوى أن تفقدَ المرآة الأولى

واللعبةَ الأولى

وما جدوى أن تنامَ على سريرٍ

ليس سريراً؟ 

ليس لي بيتٌ

وجيوبي ملؤها مفاتيح

مفتاحٌ صغيرٌ لدُرْجٍ نسيتُ بأيةِ خزانة كان

وآخرُ متوسط الحجمِ، صدِئٌ

لا يفتحُ شيئاً

ومفتاحٌ كبيرٌ

نُقشَ عليه: ليس لي بيتٌ لأعودَ إليه.

تعبت قدماي

ولم أجد باباً أعرفه

أو يعرفني

وبيتُ الشعرِ فاسدٌ

لحظتُهُ مُرّة

وقرميدُهُ لزج.

مشيتُ طويلاً 

بين البيوتِ التي تتراصفُ

مثل فقراتِ الظهر 

وحينَ تعبتُ

حنيتُ أضلاعي على نفسي

وأضأتُ قنديلاً بجبيني

وصرتُ بيتي.

google-playkhamsatmostaqltradent