إقرأي بينَ السُّطور
إنَّ أمطاري صببْ
وكفوفي دقّتِ البابَ البَّعيد
أنا نايٌ منْ قَصبْ
بعثرتْ أشجانَهُ ريحُ الدبور
حينَ لمَّ الأغنياتِ
من شِفاهِ الموجِ حُزناً
عندَ دجلة
وسَقاها لاعجاً عندَ الضّفاف
حيثُ ربّاتُ النخيلِ راقصاتٍ
بِحَنينٍ وصَخبْ
قد جَمعتُ نصفَ شَوقي
منْ ثنايا شطَّ بابل
أغنياتٍ وسوابيطَ عنبْ
كلّمتني الغادياتُ
لغةُ الرَّعدِ دليلي
وطريقي قوسُ بَرقٍ من ذهبْ
أنظري شوقَ عيوني
واسمعي نبضَ فؤادي
فالحَنايا تحفظ الأسرارَ بَوحاً
لحبيبٍ تركَ الشوقَ وحيداً
بينَ غصنِ السدرةِ الورقاءَ دارَ
ونجيمٍ ثاقبِ العينينِ
يَرنو كاللهبْ
أنا حفَّظتُ الطيورَ الأغنيات
لتُغنّيها صَبا
للصَّبايا العاشقاتِ
قد قفلنَ القفلَ في الجسرِ الصَّغير
رامياتٍ شهقةَ المِفتاحِ
في شَطِّ العَربْ
البصرة- الأحد
29 تشرين الثاني 2020