قراءة في شعر سمرقند الجابري عشرون
بداية فإن " عشرون " كتاب شعري لفتاة في عشرينها ، اكبر مني بسنة تقريبا، و كانت قد ارسلته لي قبل مدة لمطالعته، الغريب في الأمر ان ابنة الثانية والعشرين ليست المرأة ذاتها التي رأيت صورتها في بروفايل الفيسبوك والتي ارسلت لي المجموعة، فالاخيرة ام وسيدة . وليست الآنسة التي نشرت هذه المجموعة في سنة ١٩٩٧
لم استغرب الأمر فهذه السيدة كتبت مستقبلا لماضيها ، لكن ما استغربته حقا هو ان السيدة هذه ارسلت ديوانا لنفسها كتبته قبل ٢٠ سنة تقريبا !
فكرت.. هل لو كنت مكانها سأرسل للقارئ كتابتي قبل ٢٠ سنة؟
ان كل كتاب يعلمنا درسا قبل ان يهبنا متعة القراءة خاصة لو كنت كاتبا و لقد تعلمت من السيدة سمرقند وكتابها
" عشرون " كيف يجب ان تبقى كتابتنا مثل نباتات مخضرة ولا تذبل، استطيع ان اشم رائحة نفسي فيها واتذكرني حتى وان تغيرت زجاجة العطر عدة مرات ..
وهذا ما احالني لجواب اخر يسأله الكثير
" نعم.. ان الكتاب الأول لا يجب ان يكون اول الغيث بل يجب ان يصبح ليلة ممطرة كاملة ."
لذلك.. فلنكتب شيء يستحق أن يبقى، ذكرني هذا بعبارة قرأتها قبل مدة في لافتة لمكتبة من مكاتب الرصيف التي تبيع الصحف وكتب أخرى
" ليس كُل ما يكتب يُنشر" وفكرت ايضا هل هناك دار نشر الآن تملك من الشجاعة والأمانة الأدبية ما يجعلها تعلق لافتة كهذه وتجعل منها منهجا للنشر؟
بالعودة الى القصائد.. لم استطع ان اربط قضية العمر بها، فكل ما قرأته كان تجاوزا لهذا المفهوم
نصوص تجعلك لا تتكهن كم عمر الشاعر الذي كتبها، فبعضها تجارب آنسة عشرينية، وبعضها لسيدة ثلاثينية، وفي البعض اجدها قد شاخت،
وفي مناطق اخر.. اجد تجارب لطفلة صغيرة وهكذا، مزيج من السيدات شكلن كلهن عمر واحدا
عمر استطيع ان اصفه ب " السنة الشعرية"
اي.. كم عمر هذا الديوان بحسب مافيه من نصوص؟ وليس كم عمر شاعره.
كلنا قد قرأنا نصوصا لشعراء كبار في السن، لكن عندما نقيم اعمارهم الإبداعية نجدها اصغر بكثير .
تتجلى الصورة النمطية للانثى في شعر سمرقند ، الصورة التي يحولها التقاط المجاز إلى اللانمطي.
الأنثى التي تغسل الصحون، التي تنتظر الشتاء، التي تخرج للمواعدة، والتي تقلي الطعام. ان تحويل هكذا مشاهد روتينية إلى سطر شعري افضل ما اجادته الكاتبة في عملها هذا، وانا اصادف كثيرا هذا الأسلوب من الكتابة الذي يستهدف الاعتيادي ويتلاعب به، ولكن هل كلها وصفات ناجحة؟ بالطبع لا، فالكل يرتطم بمواقف ومصادفات سعيدة او حزينة، مرهقة ومريحة
ولكن.. هل الكل قادر على أن ينفخ فيها من روح الشعر؟ سؤال قد يكون جوابه في القراءات المتعددة والمتنوعة في هذا الحقل الأدبي..
واخيرا، استمتعت بهذا العمل جدا، راجية ان ترفدنا السيدة سمرقند بتجربة شعرية أخرى حساسة ومرهفة وانثوية بشكل رائع
اترك لكم رابط لتحميل العمل :
https://t.me/meenameema/2139
_سما